منذ مُدة و أنا اتابع الوزير السابق ، سميح المعايطة عبر منصّات مختلفة ، مقابلات و كتابات و مقالات و تغريدات ، و بعد السابع من اكتوبر ، باتت منصة اكس ترتبط لي بعدة أشخاص اتابع منشوراتهم بشغف...و على رأسهم ابن الكرك البار... سميح المعايطة.
البعض سيخرج ليتّهمني بالتملّق ، بالمجاملة ، بالمحاباة ، بالتسلّق ، و ذلك لأنّنا اعتدنا على السلبية في الطرح ، على استسهال النقد ، على تمييع الحالة الايجابية و الحذر من مدحها و الثناء عليها...لكن كلّ هذا لا يهم ما دام الحبر يعرف القلم ، و القلم يعرف الورق...
من يتابع مقالات "سميح المعايطة" يجد بأنّ البوصلة لديه داخلية ، تُرمّم هنا ، تصوّب هناك ، تنتقد ذاك و تنصف تلك ، لكنّها لا تستورد "زعامات" من الخارج ، لا تُعلّب القضايا كما يفعل الآخرون و يضعونها على خطّ الانتاج و المتاجرة...
يفصل فصلا تامّا و هذه نقطة اساسية ، ما بين الهدّف و الأماني ، و من يسعى للتحقيق ، أيّ أن قضية فلسطين له أساس ، بغض النظر عن اعلامها و الاشخاص الذين يتصدّرون المشهد..
و الفصل هنا ضروري ، لكي لا يتم "تضبيب" مشهد القضية ، لكي تبقى الرؤية واضحة دون استمالات و صبغات تُصبغ بها العُقدة فتضيع و تُستباح!
سميح المعايطة ، أو معالي الوزير ، مهمّ جدا في هذه المرحلة بفكره و قلمه، مهمّ أن يقرأ له كلّ اردني و محبّ لهذه الأرض ، لكيّ يستطيع من تاه اعادة قطاره الذي قد يميل نحو الانحراف إلى السكة الصحيحة ،فهو يعبّر عن روح الوطن و الوطنية باخلاص ، يعي قيمة هذه الارض ، و ثمن الاستقرار الذي تدفعه ، لذلك وجوده مهمّ جدا...
مؤخرا خرج ايلون ماسك و قال ، من يمزّق العلم الامريكي و يضع علمًا سواه مكانه ليس بيننا ، ماسك عبّر بقوة عن حبّه لوطنه و علمهِ ، بالرغم أنّ الحب هذا لا يُترجم بشكل كبير في الغرب كما نحبّ نحن اوطاننا ، لكن هذا لا يمنع التعبير ، فلماذا عند يعبّر ابن الاردن عن حبّه لوطنه يُتهم بالعنصرية؟ و هل حبّ الأمّ يحقّر من مكانة الخالات؟ أو حبّ الأب من مكانة الجدّ؟
الاعلام للأسف ، لم يستطع تقريبا في الاردن أن يفرز صوتا واحدا عاليا قويا مسموعا بشدة ،لم يصنع نجوما كدول عربية عدة ، صنع حالاتٍ ناجحة و محترمة و مقبولة ، لكن لم يصنع اسما بهالة كبيرة ، سميح المعايطة يجب أن يُضاء عليه بشكل أوسع ، قد نختلف معه ببعض الافكار ، قد تتعارض مقترحاته مع كُثر ، و هذا أمر صحيّ لخلق الحوار...لكن عنوانه العريض كان و سيبقى "الأردن"....