"قناع بلون السماء" المقاومة بـ الادب
طلعت شناعة
06-05-2024 11:39 AM
من الوهلة الأولى شدتني رواية المناضل الفلسطيني باسم خندقجي " قناع بلون السماء" التي فازت منذ ايام بجائزة " البوكر" الصادرة عن دار الآداب اللبنانية. وتنتمي لما يسمى ادب المقاومة أو ادب السجون.
خندقجي أنجز روايته وهو معتقل في سجن " جلبوع "وقد استعان بمعلومات من الدكتور الحيفاوي جوني منصور الذي زود الكاتب بمعلومات عن مستوطنة ( مشمار هعيمق) في منطقة سهل مرج ابن عامر شمال فلسطين المحتلة وكذلك بمعلومات ممدوح عميرة خريج معهد الآثار الإسلامية من جامعة القدس حيث تجري بعض أحداث الرواية فيها.
الرواية كتبت عام قبل 4 سنوات وحين تقراها تشعر ان وقائعها لا تختلف كثيرا عن أحداث الغزو الاسرائيلي الحالي لقطاع غزة.
بطل الرواية مواطن فلسطيني من ابناء المخيم والده مهدي الشهدي تعرض للاعتقال وخرج مكسورا بعد أن خذله " الرفاق" ويخرج ليعمل بائع قهوة وشاي على عربة خشبية كالتي يستخدمها الباعة " المتجولين ".. فيقوم ابنه " نور" بتكملة رحلة والده بحثا عن لقمة العيش.
فيعمل الابن نور كدليل سياحي في القدس ويقوده شغفه للعمل في فلسطين ال 48 وهناك يشتري سترة من الملابس القديمة " البالة " وتشاء الاقدار ان يجد في جيب السترة هوية لشخص اسرائيلي..فيزورها و يستعين بها للدخول إلى المناطق المحتلة ضمن بعثة للتنقيب عن الآثار القديمة.
تنجح مغامرته ويجد نفسه بين شخصين وباسمين أحدهما يهودي واخر عربي فلسطيني ليدور الصراع النفسي بين القناع والأصل.
هدف بطل الرواية " نور" البحث عن مريم المجدلية التي قضت جزءا من حياتها في منطقة مرج ابن عامر لعله يحقق مغامرته بتغيير شخصية " مريم المجدلية" التي تناولها الكتب الأجنبية والعربية بطريقة مختلفة .
وهو يسعى لذلك خلال تواجده ضمن فريق التنقيب في المستوطنة الإسرائيلية حيث يجد ان الصهاينة قد تمروا أرض الاجداد ليبنوا فوقها مستوطنتهم و تاريخهم المزيف.
ويتصادف ضمن بعثة التنقيب ان يلتقي ابنة حيفا المعتزة بفلسطينيتها سماء اسماعيل التي تحمل الهوية الاسرائيلية كما سكان فلسطين ال 48.
وتنتهي الرواية بإزالة البطل ل " قناعه " ويعود لشخصيته الحقيقية ويرافق ابنة وطنه سماء بعد انتهاء فترة التنقيب عن الآثار.
حيث يقول ل سماء :
" انتِ هويتي ومألي " !