تستحق منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو»، الاحترامَ، لنزاهتها ولشجاعة الإفلات من فلك الهيمنة الصهيونية الطاغية، ولانحيازها إلى الحق، وضد الظلم والاحتلال والعدوان، لمنحها جائزة حرية الصحافة لهذا العام، «إلى جميع الصحفيين الفلسطينيين في قطاع غزة»، وإعلانها التضامن معهم لالتزامهم حرية التعبير وشجاعتهم.
ويجيء هذا القرار الشجاع، في غمرة احتفالات العالم باليوم العالمي لحرية الصحافة، الذي يصادف 3 أيار كل عام.
يقول موريسيو ويبل رئيس هيئة التحكيم الدولية، في إعلان منح الجائزة هذا العام: «في هذه الأوقات التي يسودها الظلام واليأس، نود أن نبعث برسالة تضامن وتقدير قوية؛ إلى هؤلاء الصحفيين الفلسطينيين الذين يغطون هذه الأزمة في مثل هذه الظروف المأساوية. إننا، كبشرية، مدينون بالكثير لشجاعتهم والتزامهم بحرية التعبير».
ويمكنني القول ان الوجه الآخر الجميل لهذه الجائزة، هو انها إعلان إدانة صريح مهم، لكيان الاحتلال والعدوان الإسرائيلي الذي خلق «الظروف المأساوية» في قطاع غزة المنكوب.
الكاتب الإصلاحي الفلسطيني نبيل عمرو، الذي تعرض للاغتيال سنة 2004 بسبب انتقاداته الشجاعة وأفكاره الإصلاحية التجديدية، كتب في مقالته اليومية على موقع «مسار» عن الجائزة:
( ... تفوّق صحافيو وإعلاميو قطاع غزة على كل صحفيي ومراسلي العالم، إذ بدون جهدهم وشجاعتهم واصرارهم، ما كانت الجامعات في أميركا، والكثير من بلدان العالم تثور، وما كانت شوارع العواصم تكتظ بالمتظاهرين ضد أكذوبة «واحة الديموقراطية في صحراء الشرق الأوسط»).
وحين تسلم ناصر أبو بكر نقيب الصحفيين الفلسطينيين، الجائزة وصف منحها بـ»الحدث التاريخي العظيم».
ومن المهم للغاية، شهادة المديرة العامة لليونسكو، المغربية اليهودية أودري أزولاي التي قالت إن الجائزة « تُثني كل عام على بسالة الصحفيين الذين يواجهون ظروفاً محفوفة بالصعوبات والمخاطر. وتذكرنا الجائزة، مرة أخرى هذا العام، بأهمية العمل الجماعي لضمان استمرار الصحفيين في جميع أنحاء العالم في القيام بعملهم البالغ الأهمية المتمثل في توفير المعلومات والتحقيق».
لقد تجاوزت الشُّجاعة أودري أوزلاي، عن المخاوف التقليدية الموصوفة، من سطوة الإعلام الصهيوني، المتخصص في اغتيال الشخصيات والتزوير والاتهام الابتزازي المعلب بمعاداة السامية وإنكار المحرقة.