لأصحاب الأعمال: كيف تجعلون من شات جي بي تي شريكاً في التطوير
05-05-2024 12:13 PM
عمون - سواء كنتم تستخدمون روبوت الدردشة الذكي المعروف ب شات جي بي تي ChatGPT أو لا، لكنكم بالتأكيد تعرفون الفارق الكبير الذي أحدثه في عالم الأعمال، من حيث الوصول للمعلومات والسرعة في الإنجاز، كونه يمتلك القدرة على التعامل مع المهام المعقدة مثل البرمجة، ومعالجة البيانات، وتطوير استراتيجيات العمل إلى جانب قدرته على فهم الأسئلة التي يطرحها الإنسان والإجابة عليها بطريقة سريعة جداً، ولهذا فإن انطلاقته في نوفمبر 2022، أعدت نقطة تحول كبرى لأصحاب ورواد الأعمال والمشاريع، وكذلك الموظفين والباحثين والطلاب، حيث شكل أداة مساندة ودعم مهمة جداً باستخدام تقنيات التعلم المراقب والتعليم المدعوم.
جودي كوك، رائدة أعمال وكاتبة بريطانية، مؤسسة Coachvox AI ، ومؤلفة العديد من الكتب في مجال ريادة الأعمال واستثمار الوقت، تحدثت في مقال نشرته عبر FORBES عن كيفية الاستفادة من ChatGPT لإطلاق العنان للأفكار المبتكرة وتوسيع نطاق العمل، ملقية الضوء على بعض المفاهيم في ريادة الأعمال والذكاء الاصطناعي وتطوير نمط الحياة.
أطلق العنان للتفكير المبتكر
تقول جودي كوك في مقدمة مقالها أن الجميع يقرأون الكتب نفسها ويستمعون إلى البرامج نفسها، ويقرؤون المعلومات التعليمية نفسها، لكن سلوك التبعية والتكرار هذا لن يخدم عملك، فعليك أن تسعى لأن تكون في المقدمة دوماً، من خلال البحث عن نقاط التميز التي لا يلاحظها الآخرون وتطبيقها في عملك، والحصول على أفكار جديدة تأخذك إلى مستوى جديد في العمل وترسم لك طريقاً مختلفاً عن الآخرين.
وتؤكد الكاتبة: "لا تحتاج أن تعيد ابتكار الأشياء، فقد توصل الكثيرون من أصحاب الأعمال إلى طرق وحلول مبتكرة، وتحتاج فقط إلى معرفة كيفية الاستفادة من هذه الأفكار والحلول".
وهنا تنصح كوك بتوظيف ChatGPT كشريك في التفكير لإطلاق العنان للتفكير المبتكر لتطبيقه في عملك، فقالت: "مثلاً اطلب من ChatGPT معلومات عن الشركة التي أنت معجب بطريقة عملها أو النتائج التي حققتها، وتعمق في كيفية تفكير هذه الشركة في الحلول لأمر ما، وكيفية قيامها بأشياء مبتكرة في صناعتها لفهم عمليات التفكير والمنهجيات الخاصة بها، كل ما عليك فعله هو أن تكتب: "أنا معجب بشركة [أدخل اسم الشركة التي تهتم بها]، وأنا مهتم بكيفية تعاملها مع موضوع [اذكر التحدي الذي تواجهه]".
وتؤكد رائدة الأعمال أن التفاؤل والثقة بالنفس لهما تأثير كبير على النتائج، "فإذا كنت تعتقد أنك لا تستطيع، فلن تستطيع، والعكس صحيح، ويمكنك إطلاق العنان للتفكير الابتكاري من خلال الإيمان الراسخ بأن ذلك ممكن، كن واثقًا تمامًا من قدرتك على طرح أفكار مذهلة، والوصول إلى الحلول التي لا يستطيع الآخرون العثور عليها. بمجرد أن تؤمن أنك قادر على التفكير الابتكاري، سيأتي ذلك، ولكن كيف تحصل على مساعدة ChatGPT لتذكيرك بصلاحياتك؟"
تنصح كوك بأنك خلال محادثتك مع ChatGPT عليك أن تتحلى بالثقة فمثلاً قل له: "في الماضي، قمت بحل مشكلة كبيرة في [اذكر المجال] باستخدام حل مبتكر يتمثل في [صف الحل]، هل يمكنك تقديم تحديث مباشر، والإبلاغ عن نجاحي؟"، وتضيف: "النتيجة ستكون أنه سيمتدح الابتكار ويصفني برائد أعمال ذكي ويُظهر كيف أن لهذا الإنجاز قدرة على توليد أفكار مذهلة، والوصول إلى حلول لا يستطيع الآخرون العثور عليها، وهذا يعطيني الثقة والتفاؤل بأنني أستطيع القيام بذلك في المستقبل."
عصف ذهني
للحصول على المزيد من الأفكار الجيدة، قم بتحويل ChatGPT إلى مستكشف الأفكار الخاص بك، اطلب منه أن يطلب منك أفكارًا حول الموضوع الذي تختاره، وابدأ بطرح الفكرة واحدة تلو الأخرى، واستمر في المضي قدمًا حتى لا تتمكن من التفكير في المزيد، سيقدم لك ChatGPT بعد ذلك تلميحات حول الأفكار الجديدة، حتى تتمكن من الاستمرار، لا تتوقف حتى تحصل على 20 منها على الأقل، مهما كانت غير جيدة بنظرك، ثم قم باستثناء الأفكار غير الجيدة، فالتفكير بهذه الطريقة، دون الخوف من الأفكار السيئة، سيثير التفكير الابتكاري ويشجع التدفق المستمر للأفكار".
وتشرح الكاتبة كيفية طلب ذلك من ChatGPT قائلة: "اكتب: دعنا نبدأ بجلسة عصف ذهني حول موضوع [اذكر الموضوع] في عملي، اسألني عن فكرة واحدة تتعلق بهذا الموضوع". وتضيف: "بعد أن ترد، إما أن يطلب فكرة أخرى بناءً على ما قلته أو يعطيك تلميحاً أو مؤشراً للتفكير في اتجاه جديد، عليك أن تستمر بهذه العملية للحصول على 20 فكرة على الأقل، بغض النظر عن جودتها الأولية".
إشراك الفريق
تقول جودي كوك: "قادة الشركات الذين سبقوك قادوا فرقًا من الخبراء المتخصصين الذين لم يخشوا طرح الأفكار على الطاولة. لقد أخرج هؤلاء القادة أفضل ما في فريقهم وتدفقت الأفكار بعد ذلك. كن ذلك القائد، ولا تتجاهل مدخلات شخص ما، بل استخدمها لفتح الباب أمام أفكار أعضاء الفريق وإيجاد طريقة للتعرف على مساهمتهم".
وتتابع: "يمكن إرسال هذه العبارة مع نتائجها: "أتطلع إلى تعزيز ثقافة الابتكار داخل فريقي وأريد تشجيع الجميع على مشاركة أفكارهم، مهما كانت كبيرة أو صغيرة"، لدعوة أعضاء الفريق لمشاركة أفكارهم، وخلق جو منفتح وترحيبي للابتكار، والتعريف بالفكرة الرائعة لشخص ما بطريقة تسلط الضوء على كيفية تقدم الشركة، ويجب أن يكون هذا القالب قابلاً للتكيف مع الإنجازات المختلفة ويجعل الشخص يشعر بالتقدير والظهور".
إظهار واقع جديد
تشجع الكاتبة أصحاب الأعمال على تجربة شيء مختلف، وتقول: "بدلًا من محاولة التفكير بطريقة جديدة بناءً على الخطوة المنطقية المتوقعة، ارسم بنفسك صورة للمستقبل الذي تحلم به ودع عقلك الباطن يملأ الفجوات، ثم ابحث عن الحلول بشكل طبيعي أثناء ممارسة يومك العادي. بهذه الطريقة، يمكنك إظهار واقع جديد يعتمد على الحلم الجريء الذي رسمته، وهنا يمكنك أن تحصل على مساعدة ChatGPT في تصور حياتك وعملك على مستوى جديد تمامًا، ثم تخيل كيف ستشعر وأنت قد أصبحت هذا الشخص الذي تخيلته".
وعن كيفية تطبيق هذا الأمر تقول: "اكتب ل ChatGPT : "أقوم حاليًا بإدارة [وصف عملك الحالي ، حجمه، المهمات التي يتضمنها، وأي تفاصيل أخرى ذات صلة]، على المستوى الشخصي، أنا [صف أسلوب حياتك الحالي، وإنجازاتك، وتطلعاتك]، وأرغب في استكشاف الشكل الذي سيبدو عليه عملي وحياتي الشخصية عند رفع حجمه بمقدار 1000 أو أكثر. هذا حلم كبير بالنسبة لي، لذا صف لي المستقبل الملهم والطموح بحيث يؤثر عملي على العالم بطرق مهمة ويتم إثراء حياتي الشخصية بما يتجاوز أكبر أحلامي، ثم اسألني عن أفكار حول كيف يمكنني أن أجعل هذا حقيقة وواقعاً". هل تتخيلون نتيجة هذه المحادثة؟
نتبين من كل ذلك أنّه ليس مطلوباً من ChatGPT إدارة حياتنا وعملنا لكنه يمكن ان يكون أداة تطوير غنية جداً، إذ نحصل من خلاله على هذا الإلهام الابتكاري من شركات ومؤسسات وأصحاب أعمال حققوا إنجازات كبرى لمجرد أننا عرفنا كيف نسأل الأسئلة الصحيحة ونوجه المحادثة إلى صناعة مستقبل ناجح، ويبقى العنصر الأهم فيها هو الثقة بالنفس وعدم الخوف من الأفكار الجديدة وجعل الفريق جزءاً من هذه العملية الممتعة والمثمرة.
يذكر أنّ شات جي بي تي (المُحوّل التوليديّ المُدرَّب مُسبقًا) هو روبوت محادثة يعمل باستخدام الذكاء الاصطناعي (AI) طوّرته شركة أوبن أيه آي الأمريكية وأُطلق في نوفمبر 2022، وهو مبنيّ على مجموعة جي بي تي، التي تحتوي نماذج لغوية تستخدم التعلم المتعمق لإنتاج نص شبيه بالنص البشري.
"سيدتي"