حماية الطفولة من المخاطر حق اخلاقي وانساني وديني
سارة طالب السهيل
04-05-2024 12:03 PM
الاطفال نعمة من نعم الله علينا بهم نرزق وبهم نفرح وبهم نجاهد في الحياة لصنع المستقبل لنا ولهم ، فهم الأمل الذي تحيا به الاسر والمجتمع والاوطان ،هم الحلم الذي نصنعه بجد واجتهاد ليشرق بأنواره علينا في المستقبل ، ومع ذلك فان ملايين الأطفال في عالمنا المعاصر صاروا نهبا للقسوة والوحشية والعنف والايذاء النفسي والجسدي ، واشكال متعددة من المخاطر .
ويعد الأطفال ذوو الإعاقة ، واليتامى ، واطفال الأقليّات العرقيّة وضحايا الحروب و النزاعات اكثر فئات الاطفال في العالم تعرضا للإيذاء ولشتى صنوف المخاطر ، وبحسب التقارير الدولية ، فانه يتّعرض ما يُقارب من 300 مليون طفل في العالم للعنف وسوء المعاملة جسدياً ، وجنسياً ، واجتماعياً ، ونفسياً .
فالأطفال ضحايا الحروب والصراعات والنزاعات المسلحة يتعرضون لانتهاكات جسدية كالقتل أو للإصابة بالعاهات المستديمة ، بجانب الضغط النفسي والخوف من الزمن ومن المستقبل ، مثل الاطفال السوريين و ما تعرض له سابقا العراقيين واليمنين والفلسطينيين اللذين ، فقدوا أفراد عائلاتهم ومنازلهم ومدارسهم وأُجبروا على الفرار من منازلهم كنازحين داخل بلادهم أو خارجها كلاجئين هربًا من العنف .
وقد تعرض الآلاف منهم لصدمات نفسية جراء تعرضهم لكل هذه الأحداث، مثل اضطرابات خطيرة أثناء النوم والأفكار السلبية التي باتت تنتابهم مثل الشعور بعدم الأمان والإحباط ، والخوف.
ومخاطر الفقر وسوء التغذية التي تزداد يوما بعد اخر ، فبحسب منظمة الصحة العالمية أن 149 مليون طفل دون سن الخامسة يعانون من التقزم في عام 2020، و45 مليونًا يعانون من الهزال نحيف جدًا بالنسبة للطول وبعضهم يصاب بعاهات ترافقهم بقية حياتهم ، في المجتمعات الفقيرة في قارتي إفريقيا وآسيا .
كما يواجه الاطفال خطر مغادرة الدراسة في سن مبكرة بسبب النزاعات ، كالوضع في اليمن بعد تدمير قرابة الفي مدرسة ، وتحويل بعضها إلى مراكز ايواء للنازحين او لاستخدامها في أغراض عسكرية .
وانه لعار على الانسانية حرمان الطفولة في براءاتها بعد تجنيد الأطفال في الحروب في الكثير من مناطق النزاع بدون موافقة ذويهم او حتى نضج كاف منهم لتقرير مصيرهم وفي مناطق النزاع في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا .
وشهدت السنوات الاخيرة استفحال ظاهرة عمالة الأطفال حول العالم ، خاصة في الدول الفقيرة. وتقول منظمة العمل الدولية أن هناك حوالي 215 مليون طفل دون سن 18 يعملون ، والكثير منهم يعمل بدوام كامل .
وقد ترافقت هذه المخاطر مع تفشي العنف داخل المنازل والمدارس ، فقد يتعرض الطفل في منزله الذي موضع امنه وسلامته للعنف والايذاء الجنسي من أحد أقاربه ، أو من العاملات المنزليات بدافع الغضب او الاحباط ن وما يصيب الطفل بآثار نفسية يصعب نسيانها ، بجانب ما يواجهه الاطفال من تنمر داخل المدرسة والنوادي او حتى في الشارع في الوقت الذي لا يكون فيه الطفل مؤهلا لحماية نفسه وكذلك الاسرة ، التي تجهل فنون توعية الطفل بسبل الحماية اللازمة لصحته النفسية والجسدية .
ولا يمكن تغافل مخاطر السوشال ميديا وما تبثه من افكار شاذة دينية اجتماعية وسياسية تكرس للانفلات الاسري وتقلل من قيمة الانتماء للأوطان وغيرها ، وتنمي أفكار التطرف .
وللأسف فان الطفل في عالمنا المعاصر لم يجد تعاونا مجتمعيا يحميه من شرار الخلق او من أفكار ابليس التي تحض الرذائل ، فقد كان المجتمع في الماضي متعاونا في تربية الطفل الاب والام والجدة والخال والعمة والجار لان الناس كانوا لحمة اجتماعية واحدة متقاربين في الافكار والسلوك والمبادئ والاخلاق ، كما كانوا متقاربين في المسكن ، اما الطفل في عالم اليوم يسكن بعيدا عن جدته واخواله واعمامه فلا يجد محضنا آمنا سوى الأبوين اللذين غالبا ما يكونا مشغولين بأعمالهما ولا يوفران الوقت اللازم لمتابعة الطفل ومعرفة مشاكلها والعمل على حلها .
ولا شك ، فان هذه المخاطر التي تواجه الطفولة تتطلب تعاون وجهود المجتمع ككل بدءا من الاسرة ا لتي لابد وان تتسلح بالوعي اللازم لحماية طفلها وتوعيته بالمخاطر التي قد يواجهها ، وتربيته تربية سوية تجعله اكثر ثقة في نفسه لمواجهة أية أزمات تصادفه ، تشجيع الطفل على التحدّث عن نفسه وعمّا يجول في خاطره وما يمرّ به ؛ ليشعر بالأمان الأسري .
ويتفاقم دور الاعلام بكل قنواته لنشر الوعي بهذه المخاطر وتوعية المجتمع ككل لحماية الاطفال . وعلى ذوي القلوب الرحيمة الاهتمام برعاية وكفالة الأطفال خاصة الأيتام وضحايا الأزمات ، ويمكن للشباب الواعي المؤمن بقضايا وطنه التطوع في الحملات التي تنظمها الهيئات الخيرية والانسانية المعنية بحماية الأطفال لكن المضمون منها و الغير ممنهجة أو صاحبة اجندات خطرة.
اما المجتمع نفسه فهو مطالب بالتعاون مع الدولة في تنفيذ القوانين القضائية التي توفر الحماية للأطفال مع ضرورة تغليظ العقوبات بحق كل من ينتهك براءة الاطفال ويؤذيهم جسديا .
وتظل مشكلة اضطراب الهوية لدى بعض الأطفال خطرا يهدد مستقبلهم ، وهذا الخطر مواجهته وعلاجه اذا ما تم اكتشافه مبكرا على أيدي الاطباء النفسيين المختصين .
وكما يقول مستشارو العلاج النفسي ، إن اضطراب الهوية يبدأ من الصغر ، ويزداد خاصة مع مراحل النمو خاصة لدى الذكور .
وبحسب المحللون النفسيون ، فان مجتمعاتنا العربية تقبل بخشونة الفتاة وتنظر اليها على انه نوع من الأدب او الخجل او الانغلاق و جميعنا نفرح ونؤيد الادب و الإلتزام والاخلاق الرزينة ولكن يجب التأكد بين هذا او انه قد يكون اضطربا في الهوية ، وغالبا فان المجتمع العربي لا يعرض الفتيات على الأطباء النفسيين او المختصين في مثل هذه الامور، بينما قد يسارع لعرض ابنه على الطبيب النفسي اذا اكتشف فيه ميلا غير طبيعيا، اما الفتيات المصابات بالخلل في الهوية يتم اهمالهم رغم انك قد تجدهم مختلفات كأنهم يمارسن الألعاب الخشنة ويلعبن دور الذكور ويخترن العابهن مثل المسدسات ويبتعدون عن اللعب بالعرائس مع ان هذا ايضا ليس دليلا قاطعا بالضرورة و انما اشارات تحتاج الفحص و التمحيص اذا كانت بشكل فعلا عادي و تلقائي او اذا كانت اعراض خلل معين.
ومن الضروري ان أشير الى امر مهم لم ينتبه له الكثير من المختصين رغم انه لفت انتباهي منذ عدة سنوات حين كانت منظمات حقوق المرأة والطفل و الإنسان و المجتمع الدولي والاعلام الغربي ينشر بيننا مفاهم معينه على عدم توجيه جندرة اللعب او التعليم او المهن
بان نقود الفتاة مثلا رغما عنها لمهنة التمريض والخياطة والتعليم فقط ولا نقبل لها ان تكون مهندسة ميكانيكية على سبيل المثال
فاود الاشارة انه ليس هذا تماما ما اقصده بدلالات انحراف الهوية
ليس بما يتعلق بالمهنه او الهوايه او الرياضة و خلافه و انما بما يتعلق بالطبيعه و الغريزة التي جبلنا عليها وقد شربنا طعم الغرب احيانا الذي اخذناه نحن من باب التطور و حفظ حقوق المرأة والإنسان بشكل عام ببراءة ونشكر عليها
الا ان مقاصدنا لم تكن مثل مقاصدهم المبرمجة لتمهيد تلك الفترة (من سنوات ) لهذه الفترة التي ظهرت نتائجها و حصدنا ثمارها العفنه في الكم سنة التي مضت و الايام القادمة
وبالعودة لموضوعنا نجد ان الذكور تظهر علامات اضطرابات الهوية واضحة حين يرغبون باللعب بالعرائس ، و الابتعاد عن الأولاد الذكور ، والتقرب من البنات ، كما أنهم يظهرون ميولا إلى الإعجاب بما تلبس الفتيات من أخواتهم البنات و لنفرق اذا كان هذا خطأ في اسلوب التربية فقط ويمكن تقويمه واذا كان امرا عضويا و هرمونيا ويمكن علاجه و اذا كان امرا نفسيا نستطيع علاجه مع طبيب نفسي او اذا كان عادة سيئة مكتسبه من رفاق السوء يمكن علاجها و نسيانها وتخطيها ام كان امرا مرغوما عليه الطفل بسبب وحشية اخرين وايضا يمكن علاجه بهذه الحاله بجهد مضاعف و انما لا شيء ابدا لا يعالج واعود واقول فقط ان كان الرقابة والاهتمام من الاهل مبكرا وليس متاخرا .ولهذا يمكنني الجزم ان الاهل وأولياء الامور كل شيء بين ايديهم اما الاهمال او الاهتمام و اداء الرساله كاملة.
هنا يأتي دور الأسرة في التسلح بالعلم ومراقبة أبنائها ومعرفة مدى صحتهم النفسية والجسدية وصحة هويتهم ، فاذا اكتشفوا خللا فلابد من الاسراع الى الاطباء المتخصصين ليتولوا عمل علاجات بدنية وجلسات نفسية صحية لهم عبر برامج متخصصة لعلاج الخلل الهرموني ولإعادة التأهيل لقبول النفس والهيئة الجسمانية التي خلقهم الله عليها لان الأغلبية العظمى لو تم اكتشافها وعلاجها مبكرا قد تم شفائها دون ادنى شك لكن الصعوبة بالتأخير .
ملحوظة اخيرة تتعلق بضرورة تغيير المفاهيم الاجتماعية المغلوطة تجاه الأدب لدى البنات فليست كل خشونة نفسية لدى البنات دليلا على اخلاقهن الرفيعة ، بل قد تكون مما اثبت الاطباء نتاج خللا في الهوية يحتاج بسرعة للعلاج وبالطبع نحن هنا لا نعمم و انما نلفت نظر الاهل للإنتباه و التدقيق في سلوك اولادهم و ذلك لتوقي الحذر و سرعة اتخاذ الإجراءات لحل المشكلة قبل تفاقمها خاصةً في هذا الزمن الغريب الذي اوصلنا الى نقطة التجرؤ بالخوض في هذا الامر اضطرارا كوننا مسؤولين عن الاطفال كمدافعين عن حقوقهم وكل ما يمسهم من شر لا سمح الله.