أحبّ الفطور في الفنادق، والتعرّف على الناس من كلّ الأجناس، وأحب العودة بعدها إلى النوم. أحبّ السفر إلى كلّ الأماكن المتاحة، وأحبّ العودة أكثر إلى عمّان. أحبّ الملوخية بالدجاج ولكنّني لا آكل منها الكثير، وأعشق المنسف باللحم وألتهم منه كثير الكثير.
أحبّ من النساء مَن كانت منهن تكسر نظري، وتستبيح روحي بكلمة، وأعُجب بالرجال الذين يتمتعون بالرقي والأخلاق، وأُشهر قلبي أمام اللواتي يستأهلن، ويُعلن سيفي نفسه في مواجهة الذين أعرف أنّ السمّ في معسول كلامهم.
أحبّ الغروب والشروق.
أحبّ المغرب بكلّ تضاريسها، وباريس بليلها ونهارها، وبيروت جبلاً وبحراً وناساً، وماء مصر الذي سمّوه نيلاً، وخور دبي الذي عرفته قاحلاً أخّاذاً في سحر سفنه الخشبية الصغيرة، وخليجاً جزائريا على أعتب الصنوبر ذكّرني بيافا.
أحبّ الأماكن كلّها، ففي كلّ منها شيئ منّي. في غرناطة اشتبك في ذهني تعبير حائط مبكى العرب، وعند حائط المبكى أدمعت عيناي على حائط البُراق، وإلى جانب الصخرة انتحبت.
أحبّ المدن كما أحبّ النساء، وأحبّ النساء كما أحبّ أمّي. وكم هي العواصم التي زُرت، وكم هي الجغرافيا التي عشقت، ولكنّ طعم ملح غزّة ما زال حاضراً على لساني، فقد سبحت هناك مرّة، فيا ليتك يا بحر غزّة تستضيفني، ولو مرّة، فقد بتّ لي كلّ العالم، وهي شهوة الحالم والمشتاق، وللحديث بقية