بين الدقائق والساعات والأيام التي تذهب من حياتنا عبثا من أجل لا شيء، لا شيء يستحق أن نضحي لأجله، أيام أصبحت كبعضها البعض لا يوم يختلف عن الآخر، لم تعد الأيام والأشهر والسنوات إلا أرقاما تذهب من أعمارنا دون أي إنجاز يذكر.
اليوم يحتفل العالم بيوم العمال العالمي ونحن أيضا نستذكر تلك الذكرى لكن دون أن نشعر بمعنى ذلك اليوم، ذلك اليوم الذي يتمنى به المئات من الشباب فرصة عمل تقيهم من كابوس البطالة الذي أرهق كاهنهم والذي أصبح مصدر قلق نفسي ومعنوي للشاب والأهل جميعا.
اليوم علينا أن لا نقف مكتوفين الأيدي وعلينا أن نساهم في محاربة ذلك الكابوس الذي يعيشه الكثير من الشباب من خلال جلب الاستثمارات وتقديم العديد من التسهيلات اللازمة لجلب الاستثمار وخصوصا لمناطق محافظات الجنوب التي أصبحت مدن خالية من الاستثمارات بعد أن كانت بالماضي تعج بالعديد من الاستثمارات والتي كانت مصدرا وظيفيا يعاش منه مئات الآلاف من العائلات.
اليوم نرى أن محافظات الجنوب أصبحت صاحبة الفرصة الأضعف من ناحية تردي الفرص، أصبحت غرفة مغلقة على المئات من الشباب العاطلة عن العمل، دون أي جدوى أو حل يكفل تحقيق مصلحتهم وتأمين مستقبلهم على المدى البعيد، وإعطاء كل شخصه حقه بالتعيين دون البحث عن الواسطة.
ومحاربة الواسطة التي كان لها الفرصة الأكبر من الظلم الواقع على العديد من الأفراد، بعد أن أصبحت الواسطة جزءا من واقع الحياة المؤلم الذي سلب حق العديد من أبناء الوطن دون وجه حق، من أجل تحقيق مصالحه الشخصية على حساب الغير، أصبحت الواسطة طريقا يسهل مسير بعض الأشخاص دون الحاجة للانتظار على طريق البطالة مستبعد أصحاب الكفاءة من الحصول على حقه.
أتمنى من الشباب اليوم أن يعيد التفكير لمن سيمنح صوته بالانتخابات النيابية المقبلة، اليوم كلا منا أصبح بحاجة لمن يحمل على عاتقه أمانة إيصال صوته لأصحاب القرار، بعد أن أصبحت بالماضي المقاعد البرلمانية عبارة عن منصب يخدم نفسه ويعمل لتحقيق مصالحه الشخصية فقط على حساب من منحه الصوت، إلا أن علينا اليوم أن نغير ذلك المفهوم ونساهم بضخ دماء شبابية جديدة داخل مجلس آلامه...
هنيئًا لمن بنوا الوطن بمشاعر الاحترام والتقدير التي نكنها لهم في هذا اليوم وفي كل يوم، إن العمال ساهموا في تمهيد طريق المستقبل الشاق، وهذا ما يجب أن نحافظ عليه من بعدهم عندما يأتي دورنا، مهما تقلبت ظروف الحياة.