الشعب والملك يريدان الإصلاح
عاصم العابد
10-04-2011 04:21 AM
لقد كان شعبنا على الدوام في طليعة امتنا وحادي ركبها وبارومترها القومي والنضالي. ان مس موريتانيا كرب احسسنا به وتألمنا منه كما يالم اهل نواكشوط، وان ألمّ بالجزائر خطب كنا جزائريين من تيزي اوزو او من قسنطينة، وان دها اليمن داه، فركنا جلودنا لنتاكد من الدمغة اليمانية التي هي وشم الامة الثابت الدائم، وعدنا الى عدن او صنعاء، وان هبت الاعاصير على عمان (بضم العين) اعلنا الطوارىء وشددنا على الركايب، وان كان المستهدف العراق او مصر او لبنان او سوريا او السودان، كنا عراقيين ومصريين ولبنانيين وسوريين وسودانيين.
وان كان الهول والشر على فلسطين الأغلى والأقرب و»شق التوم» التي يحرس اهلها المجاهدون، الاقصى والصخرة ويفدون الابراهيمي والقيامة والمهد، بالنيابة عنا وعن امتنا جمعاء، نهضنا وشاركنا، وبذلنا الغالي والنفيس، وتركنا على الاسوار راياتنا الموشحة بدمائنا وعلى روابيها وبطاحها اضرحة الشهداء المعلومين والمجهولين.
وقد ظل شعبنا الأردني العظيم – وما يزال – «يحط بالدم» مع أمتهّ الماجدة العظيمة، و يعتبر كل اقطارها من «الخمسة» التي لا ترخي قبضته شبريتها، صادحا بالنشيد الخالد:
بلاد العرب اوطاني - من الشام لبغدان ومن نجد الى يمن - الى مصر فتطوان.
لا بأس اذن من ان نتعرض الى الموجة التي تلف امتنا، وتضرب اوكار فسادها واستبدادها، من الماء الى الماء، تطهرها وتجعلها اكثر مناعة ومنعة، وتجعل مواطنها حرا كريما آمنا، في بلاد الاحرار التي يحكمها القانون ويسودها الحق والعدل والحكم الرشيد والشفافية والنزاهة.
ويزيدنا كبرياء وثقة ان ملكنا هو من يقود الاصلاح ويضمنه ويطالب بتحقيقه في مهل زمنية ضوئية، وتبرهن الاحداث اننا نظل في طليعة امتنا ونظل حاديي ركبها، فقد هبت الموجة علينا ومرت بنا ارتداداتها الكبرى، فكنا الأكثر وعيا وتماسكا والأقل تضررا وخسائر وأذى من بقية اقطارنا الشقيقة.
لقد امسكنا بدفة العاصفة الخطرة المخادعة، قبل ان تمسك باعناقنا، لو كابرنا وتعنتنا واخذتنا العزة بالاثم، فكانت النتائج خير النتائج وان المتوقع والمؤمل من الحراك المبارك والحوار الوطني الذي تنخرط فيه كوكبة من قيادات الوطن، ان يطلع علينا بما تحتاجه مملكتنا من اصلاحات تزيدنا منعة وقوة وثقة وتطهرا من رجس الفاسدين.
ان ثنائية الحوار على الطاولة او الحوار على الدواوير والشوارع، قد فعلت فعلها وأخذت مفعولها، وتجلى لنا ان لا بديل عن الحوار الموضوعي الهادىء، في اجواء صحية للرأي والرأي الاخر، من اجل الإنضاج والإنتاج، ولتحقيق ما نجمع عليه من اهداف، ابرزها تحصين الوطن من الفساد، واسترداد المال العام المنهوب المسلوب، من اللصوص الجشعين الذين ما كسبوا سوى الخسران والخزي.
ان الحوار الوطني الهادف، البعيد عن الضجيج و(الهوبرة) واغواء الشارع وإغراء عدسات الكاميرات وسطوة ابواق المايكروفونات، الذي يتم في اماكنه الصحية، هو ما يجنب وحدتنا الوطنية المقدسة، خدش جاهل بقيمتها، او مندس يهدف الى زعزعتها، مع تسليمنا المطلق بحق المواطن في الاعتصام والمسيرة والمظاهرة، بشرط وطني واحد، هو ان يضمن المنظمون بقاء الحراك الشعبي ضمن اهدافه الجليلة، بعيدا عن تأثيرات المندسين الرعناء.
Assem.alabed@gmail.com
الرأي