ان المتابع لمشهد تكوين واداء الاحزاب السياسية الناشئة يرى للاسف ان غالبية من ينتمي اليها ما بين طامح في مقعد نيابي او وزير او عين او غيرها من المناصب السياسية المتقدمة في الدولة الاردنية.

وكذلك ان اكثرهم ليس لديهم خبرة في العمل الحزبي ويتحدثون بما لا يعرفون في المجالات السياسية والحزبية ولا حتى عن التاريخ السياسي الحزبي في الاردن ، وليس لديهم الثقافة الحزبية او الوعي السياسي ولا معرفة في قانون الاحزاب والانتخابات ولا بالقوائم الوطنية والمحلية وكذلك مصطلح العتبه ، وانما مجموعة بشرية تجتمع بانتظار شهر ايلول لتحقيق المكاسب السياسية تحت اي مسمى يمكن تحقيقة وما يتم في الفترة الحالية ما هو الا حديث الطرشان .

وقد ساهم ضعف غالبية قادة الاحزاب السياسية في كيفية ادارة هذا التنظيم السياسي والاجتماعي والذي هو اصلا عمل تطوعي لخدمة المشهد السياسي والانخراط به ففي الاغلب ليس لهم معرفة حتى باسماء الاحزاب في بداية الدولة الاردنية ولا حتى في مسيرة الاحزاب ودورها في الحياة الديمقراطية الاردنية ، وهذا من شانه ان يؤثر على الشباب وعدم الرغبة في الانتماء للاحزاب لعدم القناعة بالفكر الحزبي كون هذه الاحزاب السياسية الناشئة لن تساهم في تطوير الحياة السياسية وسنرى العشرات منها ستغادر هذا المشهد بعد انتخابات مجلس النواب القادم .

ولذا اتمنى على الهيئة المستقلة للانتخابات ووزارة التنمية السياسية والشؤون البرلمانية ان تسعى جاهدة لعقد دورات وورش تدريبية لكافة قادة الاحزاب السياسية على كيفية ادارة هذه الاحزاب كونها تجمع سياسي واجتماعي وطني له اهداف وسياسات عليه ان يحققها بما يتناسب مع الهم الوطني ، وخاصة ان ادارة الاحزاب تختلف عن ادارة المؤسسات في القطاع العام والخاص وان التنظيم الحزبي هو عمل تطوعي تشاركي جاء لتحقيق رؤى جلالة الملك في المنظومة السياسية وتحقيق الاصلاح السياسي ليساهم في بناء حياة برلمانية وديمقراطية والتعاون مع كافة اركان الدولة لتحقيق الغاية من وجودها .