عيد العمال يصادف اليوم، الاول من ايار. وهو موعد مقدس وطنيا وانسانيا، وامميا.
و من سوء حظ عمال الاردن ان صادف يوم الاربعاء، ولذلك فالحكومة قامت في ارجاء عطلة يوم عيد العمال الى الخميس. و بحيث يتمع المواطنون بغياب طويل عن العمل، واستراحة متواصلة لـ3 ايام. و على فكرة، قرار الحكومة في ترحيل العطلة الى يوم الخميس يحمل اهدافا واضحة وما ورائية، ويشجع على السياحة الداخلية والرحلات. و انا قررت ان اكتب عن عيد العمال اليوم، ومن باب التزام في الموعد الاممي ليوم الاحتفال في العيد.
و اجد نفسي، ولربما وحيدا من يحمل مناسبة عيد العمال على محمل الجد اجتماعيا ووطنيا، ويكتب عن العمال و الطبقة العاملة، والعدالة الاجتماعية وقيمها. هو يوم عطلة، ولا اجد كثيرا يتعاملون
مع عيد العمال، انه مناسبة وطنية للحديث عن الانتاج والاقتصاد والعدالة الاجتماعية، وافكار وقيم المفكرين الاجتماعيين الاوائل من ارسوا عيد العمال.
من الطبيعي ان يتحول عيد العمال على الرزنامة الى يوم عطلة لا اكثر ولا اقل، لا عمال ولا بهجة ولا فرحة الا بالعطلة. فالنقابات العمالية وهيئات التمثيل النقابي والعمالي يضربها الوهن والضعف، والعمال والكادحون بلا ضمانات وحماية اجتماعية.
سوف يمر الاول من ايار، وكما مر العام الماضي وقبله.
مر مرور الكرام، يوم اجازة، لا بيانات، ولا اعتصام، واصوات نقابية وعمالية تطالب بالحماية والحصانة الاجتماعية للعمال وطبقة الكادحين.
و في ستينيات القرن الماضي تم اقرار الاحتفال في عيد العمال في الاردن. و بالنضال السياسي والاجتماعي السلمي استطاع يساريون انتزاع اعتراف حكومي في عيد العمال وحق الاحتفال. قوى اليسار الاردني من منتصف القرن الماضي زرعت بذور التقدم والتطور في البلاد. و اسست الى الحركة العمالية والنسوية، والحزبية والنقابية.
و بالنضال السلمي لقوى وتيارات اليسار منحت طبقات اجتماعية كادحة ومهمشة في المحافظات والاطراف البعيدة فرصة التعلم والثقافة، والتأهيل الاجتماعي.
و ذلك ما منحهم فرصة اجتماعية الى التطور والارتقاء الطبقي، والمشاركة في الحياة السياسية والاجتماعية، والثقافية. و ما انجز اليسار الاردني ثبت في اعتى الازمات روح المقاومة والصمود الاردني ضد موجات ضاربة كانت تستهدف كينونة الهوية الاردنية.
و من افكار وقيم اليسار تسربت الى الثقافة السياسية الاردنية مفهوم الديمقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية، التسامح والعقلانية، وحب الوطن، والنضال الاردني.؟
عاش العمال وعاش الاردن حرا وقويا.
الدستور