قبل يومين أعلن رئيس جمعية جراحة السُمنة الدكتور سامي سالم أن نسبة السُمنة «البدانة» وزيادة الوزن لدينا تصل إلى 70% بين المواطنين، وهذا يؤكد ما تم إعلانه في العام الماضي بأن رجالنا حلوا في المركز 4 عربيا و23 عالميا، ونساؤنا 3 عربيا و16 عالميا. وحسب الجمعية ذاتها فإن أكثر من 12 ألف عملية جراحية لعلاج السمنة تُجرى لدينا سنويا، وأن أكثر عملية هي «قص المعدة».
تلك أرقام ونسب مرعبة مع الأسف، ولكنها منطقية وحتمية في ظل ثقافتنا الكسولة الأكولة وجراء أنماطنا الغذائية. ففي زمننا هذا هل حاول الواحد منا أن يحصي عدد الحركات التي نقوم بها إذا ما وصلنا البيوت. إنها لن تتجاوز الثلاث: نأكل بنهم محارب، نتمدد على الأريكة نقلِّب الفضائيات أو نندغم غي شاشات هواتفنا حتى آخر وشة أو رمشة ثم نجرجر أجسادنا إلى الفراش. كما أن السيارة حذاؤنا الذي ننتعله طوال الوقت، ولا نخلعه حتى في مشوار نحو البقالة أو المطعم للعودة بربطة خبز وصحن حمص.
وبعد هذا ألا تريدون إن تنتفخ أجسادنا؟ ألا تريدون لكروشنا أن تؤول للانقضاض اندلاقاً وتفلطحاً على عتبات خصورنا. ونحن منا ما زالوا نؤمن بالمقولة القاتلة أن (أكل الرجال على قدر أفعالها)، وبما أننا أصحاب أفعال وصنائع ينبغي لنا أن نزدرد أكوام طعام لنربى الكرش ونكوره تكويرا يليق بدب يتهيأ للسبات.
في عرف الطب ثمة مربع قاتل، أي أن أربعة أمراض تحاصر إنسان العولمة: ضغط الدم، والسكري، وزيادة الكوليسترول، ورابعة الأثافي الكرش المحمول بطناً لبطن، وإذا كان كثير من الناس يرونه وجاهة وجعصة، فليس ما هو أجمل من ربطة العنق حينما تنبعج فوق ذلك المنحدر متناسين أنه ليس أقل من قنبلة موقوته.
وهنا أرجو أن أتذكر ما يردده دائماً الدكتور كامل العجلوني مدير المركز الوطني للسكري والغدد الصم من أنك كأردني مصاب بالسكري ما لم يثبت العكس. أنت حلو أو مرشح أن تكون حلوا؛ إن كان محيط خصرك أكثر 100 سم، ولهذا (خلي) مترك في جيبتك. فالنصر في مقياس الخصر.
يرى واحد من البدناء الظرفاء أن الإنسان لا يزداد وزنه ولا يتفلطح كرشه، إلا ليثبّت نفسه بهذه المرساة البرية فوق الأرض. فكما تزداد الدوائر المتداخلة في جذع الشجرة مع تقدمها في العمر، تتراكم وتتراص طيات الشحم في جذع الإنسان ليرسخ أكثر. فهل ينجح؟.
الدستور