facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




الديمقراطي الاجتماعي الأردني .. حق الرد


د. محمد العزة
29-04-2024 11:11 AM

الندوة الحوارية التي أقيمت في منتدى شومان قبل أيام وكان المتحدثين الرئيسين فيها من الأحزاب ، الرفيقة سمر دودين و د محمد المومني ، تحت عنوان "تطلعات ومستقبل الأحزاب الأردنية "، وبترجمة التمثيل وتطبيق المسطرة الحزبية ، سنجد أنهما وسط اليسار المدني الديمقراطي والوسط المحافظ ، لاحقا اثارت هذه الندوة العديد من الملاحظات والإشارات ونوع من النقد الموجه للغة الخطاب والمفردات الحزبية التي استعملت ، وجاءت على لسان الرفيقة سمر دودين امين الحزب الديمقراطي الاجتماعي الأردني ، التي ابدعت وحلقت عاليا في فسيح مساحة التيار المدني الديمقراطي وفكره وايدلوجيته التي ينطلق منها كأساس في وضع برامجه الحزبية التي تناقش مختلف الملفات السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، بشكل واضح وصريح وبثقة دون تردد أو مناورة أو مواربة أو الانعطاف عنها والانحراف إلى نقاش نقاط وبنود في الحوار يكاد يتفق عليها جميع أبناء الطيف السياسي والاجتماعي الاردني كثوابت ليست بحاجة إلى نقاش أو حتى غير قابلة للجدل والمداولة ، كنظام الحكم والوطن والدولة والدستور والأمن والأمان والاستقرار والأجهزة الأمنية والمؤسسات والوحدة الوطنية والهوية الأردنية والجبهة الداخلية ، ويأتي هذا الاتفاق والإجماع ليس اكراها بل إيمانا ومحبة بهذا الوطن وقيادته ، وتفويت الفرصة على اي من يحترف تقنيات المزاودة أو التلويح بأدوات الاتهام لاي طرف أو فرد أو حزب على الضفة الأخرى أنه لا تنطبق عليه صفات المواطنة والوطنية ومعايير الولاء والانتماء لترابه واحترام سيادته .

جهة النقد أو الانتقاد لليسار السياسي في العادة تكون من اليمين ، الذي يشكل النظير أو المقابل أو الند في القطبية أو المنافس في السياسة ، لكن هذه المرة خالفت جهة النقد كل التوقعات ، فالنقد جاء من الوسط السياسي المحافظ التقليدي ، الذي حظي بتسيد مشهد السيطرة على السلطة وإدارة الحكومات لعقود طويلة ويتحمل مسؤولية كبيرة في النتائج والأوضاع الراهنة التي يشتكي منها ويعرفها أبناء شعبنا ، واستخدم التقنية ذاتها والزوايا الحادة نفسها واستدعاء اللحن ذاته الذي يستخدمه اليمين الديني السياسي في سردية النقد واحيانا الاتهام ، فما السر وراء هذا الانفعال والارتجال في الانتقاد على أوصاف ومفردات لطالما عرف بها اليسار الاردني وتداولها عشرات السنين ، هو استشعار مبكرا لوسط المسطرة ويمينها بعودة اليسار المدني الديمقراطي الاجتماعي، أنه القادم من عمق التاريخ السياسي وعتيق التجربة ، بنموذجا حداثي مدني ينافس في مساحته ، يطرح ماهو بديل لمكرر نمطهم ونهجهم ولمن يسأل ماذا اقصد :

من باب حق الرد على النقد أو الانتقاد والله اعلم بالنيات ، وليس من باب الدفاع أو رد تهمة ، فنحن في وسط اليسار المدني الديمقراطي الاجتماعي لا نخشى من شيء نخفيه ، أو نمارس افعالا تسجل عليه ، بل أننا نعتمد على نظام سياسي داخلي محكم البنود ، واضح الدلالات في كل النقاط والمفردات ، ومن يطالع هذا النظام سيجدنا أننا أحزاب اردنية الهوية ، نؤمن بمركزية القضية الفلسطينية ، نتبنى البرامجية التي تستوحي محاورها من فلسفة الديمقراطية الاجتماعية ، وهي نظرية عالمية أممية أقرت بعد فشل نظريات الشيوعية والليبرالية التي انبثقت عنها الاشتراكية والرأسمالية ، نكاد نزعم أو نجزم بكل ثقة أن هذا النظرية هي المشروع الوطني للتغير القادم والقادر على التعامل مع التحديات والصعوبات والملفات العالقة والمتراكمة التي انتجها وراكمها الوسط المحافظ التقليدي السياسي بالشراكة والتحالف مع النيوليبرال الرأسمالي تحت ابصار اليمين السياسي الذي اكتفى بالاستنكار وتسجيل الاعتراض والانسحاب من جلسات البرلمان عند التصويت ، وابشر بطول السلامة يا مربع.

والمتابع لجوهر النقد الموجه من أفراد الوسط المحافظ التقليدي السياسي ، أنه اقتصر على المفردات ووالالفاظ وترك لنفسه حرية شرحها والحكم على تفسيرها واشاراتها وعلى سبيل المثال مفردة " رفيق" وربطها بالفكر اليسار الشيوعي ومن ينطوي تحت مظلته ، وأشار للكلمة بأنها ذات دلالة واصل غربي وليس من ثقافتنا الاجتماعية وليس السياسية ، ولكن نقول له ارجع الى قوله تعالى "وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَـٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ۚ وَحَسُنَ أُولَـٰئِكَ رَفِيقًا" ﴿٦٩ النساء﴾

ستجد أن كلمة الرفيق ذكرت في قرأن كريم يتلى بلسان عربي قويم ، فكلمة رفيق اولى نحن العرب أن ننطقها من الغرب والعجم ونوظفها في وصف علاقتنا السياسية والتي تعطي رمزية على مدى صدق وجدية انخراطنا في المشروع السياسي ونناضل ( هي فعل لاسم نضال ، استنكره وينكره علينا البعض) لاجل تحديثاته التي أرادها الملك حفظه الله ورعاه ، وهنا النضال لا لايعني الصراع أو الاصطدام مع الدولة ، بل هو النضال الذي يعني بذل الجهد والكد والاجتهاد في ماهو مصلحة الوطن والنظام وتوجيه الملاحظات على الأداء الحكومي النمطي التقليدي البيروقراطي المتحفظ المحفوظ في ادراج المكاتب لايبتكر ولا يبدع فقط ينتظر التعليمات والحل والاعتماد على الطريق الأسهل ، الرفيق والنضال كلمات لها دلالة أننا نتحمل المسؤولية مشاركة وتشاركيا ولا نلقي المسؤولية على أحد فرادى ، والغريب أن النقد لم يطال كلمة الاخوه ، ظنا منهم أنه لايجوز نقد كلمة جاءت في قرأننا الحكيم "إنما المؤمنون إخوة " فيصيبوا قداسة هذه الإخوة وينزعوا صفة الايمان عن أصحابها أما نحن فيجوز فينا ما لا يجوز ،مع انها كلمة تستخدم في الغرب وهناك اخويات عديدة وكثيرة ولها أهدافها وأدواتها ما تشيب له ومنه الغلمان .

كنت اتمنى على الشركاء في السياسة وأحزاب الوسط المحافظ أن لو قدموا خطابا نقديا لبرنامجنا السياسي أو اطروحاتنا الاقتصادية التي تعالج فيها التشوهات المفتعلة حاليا ، وآثار سلبية للركود الاقتصادي الذي أنتج آلاف من الايادي العاملة العاطلة والمعطلة وانهيار للقطاع الخاص الذي أصبح كالحيران لأنه لا هو شريك ولا هو فاعل في المجال الاقتصادي، وهناك ملف القضايا الاجتماعية المدنية التي نطرحها كالحريات والعدالة في حق تلقي نفس مستوى الخدمات والحد من اتساع الفجوة بين الطبقات وغيرها لايمكن ذكرها في مقال واحد .

ختاما استذكر مقولة سيد البلاد وهو يقول : أنا في اليسار مع قضايا التعليم والصحة والبنية التحتية ، ومع اليمين في ملف السياسة الخارجية ، والمقصود باليمين هنا هو ليس اليمين الديني السياسي ، بل كدلالة على حسم القرار وصرامته في تشكيل موقف يخص المصلحة الوطنية الأردنية أو يمسها ، وهذا إشارة بل لولا أن الجميع يعرف أن جلالته يقف على مسافة واحدة من الأحزاب ، لقلت أن الملك حفظه الله ورعاه ديمقراطي مدني اجتماعي في تطلعاته والنهج الذي يراهن عليه في مزجه وتعامله مع الاطياف السياسية .

هو الاردن العظيم نختلف فيه ولكن لا نختلف عليه.

شركاء لا خصوم ولا فرقاء .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :