انطلاق فعاليات مؤتمر الذكاء الاصطناعي وصناعة المحتوى في اليرموك
28-04-2024 03:40 PM
عمون - انطلقت في جامعة اليرموك اليوم الأحد، فعاليات المؤتمر العلمي الدولي الذي تنظمه كلية الإعلام بعنوان "الذكاء الاصطناعي وصناعة المحتوى الإعلامي".
وقال العين بسام التلهوني، خلال افتتاحه المؤتمر مندوبا عن رئيس مجلس الأعيان، إن التغيرات المستمرة التي يشهدها العالم في مجال استخدام الذكاء الاصطناعي فرضت واقعا جديدا على الإنسانية بشكل أثر وما يزال على مجالات الحياة كافة ومنها الإعلام، بحيث أصبح السؤال المطروح اليوم حول تحويل ما قد يجلبه هذا الواقع الجديد من تهديد ليصبح فرصة للتطوير والتغيير.
وأكد ضرورة مواكبة التقنيات الجديدة وتطوير الأساليب المستخدمة في مجال الذكاء الاصطناعي من أجل تعزيز العمل الإعلامي وتطويره، سيما وأن تأثير تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي على الإعلام العربي بشكل عام، وعلى المحلي بشكل خاص يحتاج للمناقشة بشكل أوسع من قبل المتخصصين والخبراء للوصول إلى فهم هذه التكنولوجيا وتأثيرها في المجال الإعلامي.
وتساءل التلهوني حول أفضل السبل في توظيف الذكاء الاصطناعي في مجال الإعلام ودوره في التحرير والكتابة الصحفية وصناعة المحتوى الإعلامي، مؤكدا حق الجمهور في معرفة وفهم الآليات التقنية التي قد تشكل الأضرار التي من الممكن التعامل معها، سيما وأن الذكاء الاصطناعي يعتمد وبشكل أساسي على تحليل واستخدام البيانات ومنها البيانات الشخصية بحيث أصبح من الضروري حماية البيانات وتنظيم استخدامها واستغلالها، لافتا إلى جهود الحكومة الأخيرة التي أفضت لإصدار قانون حماية البيانات الشخصية الأردني.
وأشار إلى مدى إمكانية إسهام الذكاء الاصطناعي في تشكيل الرأي العام، والأدوات المتاحة لضمان مواجهة الأخبار غير الصحيحة والمضللة التي قد يكون مصدرها الذكاء الاصطناعي والتي من شأنها الإضرار بنزاهة العمل الصحفي لأن المطلوب اليوم هو المحافظة على مصداقية الإعلام كركيزة أساسية.
وتابع أن استخدام الذكاء الاصطناعي أصبح تأثيره واضحا على بناء المحتوى الإعلامي بحيث أصبح قادراً على أتمته مهام إنشاء المحتوى وتحسين كفاءته مما يشكل تحدياً جديداً للتبعات المتوقعة لتوظيف الذكاء الاصطناعي على بناء المحتوى الإعلامي.
وأكد التهلوني أهمية استعداد وسائل الإعلام للتعامل مع منصات الذكاء الاصطناعي لصناعة المحتوى الإعلامي المؤثر من خلال رفع مهارات العاملين في مجال الصحافة والإعلام، مشيرا إلى دور الجامعات والمؤسسات التعليمية المختلفة، إضافة إلى النقابات ومؤسسات المجتمع المدني للعمل على تحضير الجهات المشاركة في العمل الإعلامي بالأمور المرتبطة بمستقبل الذكاء الاصطناعي.
ودعا التلهوني المشاركين بفعاليات المؤتمر إلى البحث وطرح المواضيع وأوراق العمل طرحاً علميا للوصول إلى توافق حول ما يتوجب القيام به تجاه تنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي واستغلاله وتوظيفه والاستفادة منه في خدمة الإعلام بشتى فروعه وتخصصاته.
بدوره، قال رئيس الجامعة الدكتور اسلام مسّاد، إن الذكاء الاصطناعي يشكل ثورة حقيقية في عالم الإعلام، ويقدم أدوات ثورية تساهم في تحسين كفاءة الإنتاج الإعلامي، عبر تقنيات متقدمة تتفوق بشكل هائل على الأدوات الروتينية.
واعتبر أن هذه التطورات ترافقها تحديات أخلاقية واجتماعية، تتطلب حلولا متوازنة تضمن استخدام هذه التقنيات بشكل مسؤول بما يعزز حرية التعبير ويثري المشهد الإعلامي.
وأكد مسّاد أن جلالة الملك عبدالله الثاني أولى قطاع الإعلام أهمية مضاعفة، لافتا إلى تأكيد جلالته الدائم وفي أكثر من مناسبة على أهمية دور الإعلام في عملية الإصلاح المنشودة، مثنيا على الدور الرائد الذي أدته وسائل الإعلام الأردنية في غرس القيم والأخلاق، والمحافظة على عادات المجتمع الأردني وتقاليده، وصناعة منظومة إعلامية محافظة تُقدم نموذجا ومثالا للدور الذي ينبغي أن تكون عليه وسائل الإعلام في عالمنا المعاصر.
وأشار إلى أن لكلية الإعلام في جامعة اليرموك خصوصية تميزها عن غيرها من الكليات، وبالتالي فالمطلوب منها كبير جدا بحجم الثقة المناطة بها، ومنها إنفاذ الرؤية الملكية للإعلام، وإيصال الرسالة الإعلامية التي تخدم الأردن وقضاياه ومصالحه.
من جهته، أشار عميد كلية الإعلام رئيس المؤتمر الدكتور أمجد القاضي، إلى أن الرؤية الملكية للإعلام دعت إلى بناء نظام إعلامي أردني حديث يشكل ركيزة لتحقيق التنمية السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي نريد، ويتماشى وسياسة الانفتاح الاقتصادي والاجتماعي التي ينتهجها الأردن، ويواكب التطورات الحديثة التي يشهدها العالم.
وقال إن هذه الرؤية الملكية دعت إلى تطوير رؤية جديدة للإعلام الأردني، تأخذ بعين الاعتبار روح العصر وتخدم أهداف الدولة الأردنية، وتعبر عن ضمير الوطن وهويته بكل فئاته وأطيافه.
وألقى الدكتور فيصل السرحان من الجامعة العربية المفتوحة في عمّان، كلمة المشاركين قال فيها إن تنظيم هذا المؤتمر يعكسُ الإدراك العميق بضرورة التقاء أبرز النخب الأكاديمية والإعلامية والمهتمين من الدول العربية والأجنبية للاطلاع على آخر التطورات والتحديثات المتعلقة بصناعة الاتصال والإعلام، بعد ما شهدناه من ثورة رابعة في مجال التكنولوجيا التي نال الذكاء الاصطناعي حيزاً لا يمكن تجاهله.
ودعا السرحان المشاركين بالمؤتمر إلى الخروج بتوصيات ترفد جميع الجهود في مواجهة سلبيات استخدامات هذا الذكاء الاصطناعي، وتعظيم فوائده وتعميمها للمساهمة بشكل أفضل في تحقيق رفاهية حياة البشر.
ويشهد المؤتمر على مدار يومين، مناقشة 36 ورقة علمية لـ60 باحثا من 8 دول، تتناول العديد من العناوين التي تتصل بتأثير توظيف الذكاء الصناعي وتقنياته في مجال الإعلام والاتصال، من خلال استعراض ومناقشة التجارب المختلفة لهذا التوظيف على الصعيدين العربي والعالمي، واقتراح ضوابط أخلاقية، ومهنية تؤطر جوانب الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في المجال الإعلامي والاتصالي.
بترا