كنتُ أتمنّى أن تظهر "الإيه تي في" على الناس في الموعد المعلن ، دون مماحكة بيروقراطية لا معنى لها ، وكنتُ أتمنّى لو أنّ الرجل الذي تحدّث بلسان هيئة المرئي والمسموع غير مديرها بالوكالة الزميل فيصل الشبول ، باعتباره يدير التلفزيون الأردني ، فهنا نقف أمام حالة صارخة من تضارب المصالح وتضع شبها كبيرة حول قرار إيقاف البثّ من مدير بالوكالة ليس من مصلحته ظهور محطة تلفزيونية ستؤثر على مسار محطته التي هو مديرها بالأصالة.
أقول إنّ ذلك أساء إلى صورتنا ، ضمن سلسلة من قرارات وسياسات ارتجالية كثيرة ، فالمحطة أعلنت عن موعد البثّ في كلّ وسائل الإعلام والإعلان ، وعرف القاصي والداني عن الموعد ، ولا نظنّ أنّ الهيئة لم تسمع من هنا أو من هناك ، إضافة إلى أنّ الضرر من خبر الإيقاف سيكون على سمعة الأردن ، لا على المحطة الجديدة التي كسبت إعلاناً مجانياً دولياً ، فكأنّ السحر انقلب على الساحر مرّة ثانية.
ولم أفهم ، ولم يفهم أحد مثلي من المواطنين العاديين ، مسألة الترددات ، فالمحطة أعلنت عن الترددات التي ستستخدمها عبر النايل سات ، والتلفزيون الأردني والحكومة الأردنية باسرها تعرف ترددات القناة الثانية التي بيعت للتلفزيون الجديد ولم تعتمد فيها أدنى درجة من الشفافية ، فما هو الأمر إذن ، وهل هناك ترددات سريّة وكودات ينبغي على الهيئة أن تعرفها.
حتى في أبسط الأمور ، بتنا نتعثّر بأقدامنا ، وباتت المزاجية والمصلحية والعصبوية هي التي تسّير أعمالنا.