نتنياهو يمنع التوصل لاتفاق تبادل الاسرى
كمال زكارنة
28-04-2024 10:30 AM
يحرص نتنياهو على تعطيل وافشال جميع الجهود والوساطات العربية والدولية،التي تبذل منذ عدة اشهر من اجل التوصل لاتفاق بين المقاومة الفلسطينية والكيان الغاصب ،بشأن صفقة تبادل الاسرى ،ووقف العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة.
وكل العالم بما فيه الوسطاء،يعلم تمام المعرفة بأن نتنياهو المعطل الوحيد للاتفاق ،وقد نسف العديد من الفرص التي كانت مواتية للتوصل لاتفاق،ولهذا السبب فان جهود الوساطة في هذا الاتجاه ،لن تؤدي الى نتيجة ايجابية،ما دام نتنياهو صاحب قرار في الكيان.
بموازاة افشال الجهود المبذولة عربيا ودوليا للوصول للاتفاق الموعود،تقوم حكومة الاحتلال بحرب نفسية مكثفة ومركزة، اساسها التهديد المتواصل باجتياح رفح،واعطاء بعض المهل او الفرص الاخيرة والقليلة وغير ذلك من تسميات ووعود وتهديدات متتالية بالاجتياح،يرافق ذلك تناغما وعزفا امريكيا مؤيدا للاجتياح، على ان لا يكون كبيرا وواسعا حفاظا على ارواح المدنيين،وتتناسى الادارة الامريكية اكثر من مئة وعشرين الف شهيد وجريج ومفقود فلسطيني حتى الان،وتظهر حرصا على المدنيين الفلسطينيين في رفح، انها مفارقات غريبة وعجيبة.
لكن واقع الحال بعيد عن كل هذه الخرافات والخزعبلات والاكاذيب الامريكية والاسرائيلية،وما يحدث هو منح حكومة الاحتلال وجيش الاحتلال والاجهزة الامنية الاحتلالية ،المزيد من الوقت لجمع المعلومات الدقيقة عن معاقل المقاومين والقيادات في رفح ،قبل الاجتياح حتى يكون الهجوم ناجحا ،او على الاقل يحقق بعض النجاحات العسكرية على الارض،بعد الاخفاق والفشل الذريع حتى الان في ميدان المواجهة ،وحكومة الاحتلال والبيت الابيض،يعرفون جيدا ان اجتياح رفح دون تحقيق اهدافا مهمة لجيش الاحتلال ،يعني ايقاع هزيمة ساحقة بجيش العدو ،سوف تسقط بسببها حكومة نتنياهو بكل تأكيد.
نتنياهو اليوم في ورطة كبيرة ،فاذا وافق على انفاق لصفقة تبادل الاسرى ،سوف يخرج سموتريتش وبن غفير من الحكومة كما يهددون،وهذا يعني انها ستسقط،واذا اجتاح رفح وفشل في تحقيق بعض الاهداف المهمة ،سوف تسقط الحكومة ايضا،وفي نفس الوقت لا يستطيع الاستمرار بالبقاء في منتصف الطريق ،لا اتفاق على صفقة تبادل ولا هجوم على رفح،لان هذا يعني بقاء الاسرى الاسرائيليين في قبضة المقاومة الفلسطينية ،الامر الذي يعني زيادة الضغط الداخلي حتى اسقاط الحكومة ،فهو حتى اللحظة لا يستطيع اتخاذ اي قرار مهم من الخيارات الثلاثة اعلاه،اي انه يترنح بين السقوط والسقوط، ولا خيار غير السقوط ،الا ان المنقذ الوحيد له الرئيس الامريكي بايدن ،الذي يستطيع انتشاله من قاع البئر،بالزامه الموافقة على اتفاق صفقة تبادل الاسرى بشروط متوازنة ،تأخذ بالاعتبار مطالب المقاومة الفلسطينية.
المؤشرات الحالية ليست لصالح حكومة الاحتلال،اولها انتفاضة الجامعات العالمية التي تشكل ضغطا هائلا على حكومات بلادها، وخاصة الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ودول اخرى ،والضغط الداخلي الاسرائيلي ،وعدم ضمان نجاح اجتياح رفح .
وزير الخارجية الامريكي انتوني بلنكن سوف يزور الكيان الغاصب يوم الثلاثاء المقبل،ومن الواضح ان هدف الزيارة بحث الهجوم على رفح،واذا عقد الوزير الامريكي اليهودي الصهيوني، اجتماعات في مقر وزارة الدفاع الاسرائيلية كما فعل خلال زياراته السابقة ،فانها زيارة حربية عدوانية بامتياز،وربما يحمل بلنكن مساعدات اضافية عسكرية ومالية واقتصادية للاحتلال.
التصعيد الجامعي والطلابي العالمي،وسرعة تمدده وانتشاره ، والضغط الداخلي الاسرائيلي ،كل ذلك لصالح الشعب الفلسطيني ،ويحاصر حكومة الاحتلال والكيان الغاصب،وفي ذات الوقت يكشف الوجه الحقيقي للديمقراطية الغربية والامريكية ،من خلال التعامل مع الانتفاضة الطلابية والاستجابة لمطالبها .