جيل "زد" في الجامعات الأمريكية .. التزام عميق بالأخلاق والعزة
سيف صالح الحموري
28-04-2024 10:28 AM
جيل "زد"، المعروف أيضاً بجيل الألفية الجديدة، يشمل الأفراد الذين ولدوا من منتصف التسعينيات إلى أوائل العقد الثاني من الألفية الجديدة. يتميز هذا الجيل بنشأته في عصر الرقمنة الكاملة، ما يجعلهم أكثر ارتباطًا بالتكنولوجيا والإنترنت من أي جيل سابق. في عصر يتسم بالتغيرات السريعة والتحديات العالمية المعقدة، يظهر طلاب جيل الـ"زد" في الجامعات الأمريكية التزاماً عميقاً بالمبادئ الأخلاقية والكرامة الشخصية. هذا التحول لا يعيد تشكيل مساراتهم التعليمية فحسب، بل يعيد تعريف الغرض الحقيقي من التعليم العالي في الولايات المتحدة وان أهم صفات جيل "زد":
1. الكفاءة التكنولوجية: نشأ جيل "زد" مع التكنولوجيا، مما يجعلهم ماهرين بشكل فطري في استخدام الأجهزة الرقمية والمنصات الاجتماعية.
2. القيم الأخلاقية: يظهر هذا الجيل اهتماماً بالغاً بالأخلاق والعدالة الاجتماعية، مع التركيز على الشفافية والصدق في جميع جوانب الحياة.
3. الاستقلالية والرغبة في الذاتية: يفضلون الاعتماد على أنفسهم واتخاذ قراراتهم بشكل مستقل، ويسعون لإيجاد حلول خلاقة للمشكلات.
4. التنوع والشمولية: يقدر جيل "زد" التنوع ويعمل على تعزيز بيئات تتسم بالشمولية والاحترام المتبادل.
5. المرونة والقدرة على التكيف: تمكنهم مواجهة التحديات العالمية والتغيرات السريعة من التكيف بشكل فعال مع الظروف المتغيرة.
في زمن تتطلب فيه التحديات المجتمعية أكثر من المعرفة النظرية، اتخذ جيل الـ"زد" موقفًا مميزًا في مشهد التعليم العالي الأمريكي.
يظهر الطلاب في أكثر من 200 جامعة "نخبوية" اهتمامًا متزايدًا بالمواد العملية لا النظرية فقط مثل "الأخلاق" و"العزة والكرامة". هذا الاهتمام لا يعبر فقط عن رغبة في تعزيز المعرفة الأكاديمية، بل يعكس رغبة أساسية في بناء شخصيات متكاملة قادرة على التأثير الإيجابي ليس في المجتمع الأمريكي فقط، بل في العالم.
يختار طلاب الجامعات طوعًا التسجيل في مواد "عملية" تعزز مهاراتهم الأخلاقية وتعميق فهمهم للقيم الإنسانية "العالمية". يثبت هذا الاختيار أن الهدف من التعليم ليس فقط الإلمام بالمعارف الأكاديمية، بل هو أيضًا بناء شخصيات متكاملة قادرة على التفكير العميق والدفاع عن حقوق الآخرين، سواء داخل أمريكا أو خارجها.
أحد الجوانب الأكثر تحديًا التي يواجهها هؤلاء الطلاب هو امتحان موحد في مادة الأخلاق والقيم العالمية.
السؤال الأول في هذا الامتحان يطلب منهم التفكير في كيفية تأكد أن ما يتعلمونه يمكن تطبيقه عالميًا. يعكس هذا التحدي التزام جيل الـ"زد" بتحويل المعرفة إلى عمل يتجاوز الحدود والثقافات، ما يدعو إلى التأمل في كيفية تأثير التعليم الأخلاقي على الساحة العالمية.
بشكل مثير للاهتمام، يفضل الطلاب تعلم الأخلاق ليس فقط من الأكاديميين، بل من أشخاص يعيشون هذه القيم يوميًا. هذه الرغبة تظهر حتى في تفضيلاتهم الغذائية، حيث أصبح الفلفل الحار جزءًا من وجباتهم اليومية.
باختيارهم التركيز على الأخلاق العملية والقيم الإنسانية، يرسم جيل الـ"زد" مسارًا للأجيال القادمة، مظهرين أن جوهر التعليم يكمن في قدرته على تعزيز مجتمع عادل وكريم.