منطق الوقائع على الأرض الليبية يقول أن أي وساطة بين القذافي وبين الثوار هي تجاوز لشلال الدم الذي تنفذه كتائب القذافي في المدن الليبية..حيث القصف المجنون من البر والجو والبحر لقتل المدنيين العزل من أبناء الشعب الليبي بدم بارد وبدون رحمة ماثل أمام العالم بأسره..وحرب الإبادة والتدمير التي تشنها كتائب القذافي ضد المدن الليبية وضد المنشآت النفطية إنما تؤكد عمليا وموضوعيا أن القذافي وأبناءه غدوا أعداء مكشوفين للشعب الليبي..وهذه حقيقة ساطعة تشاهدها شعوب الأرض من على شاشات التلفزة وغيرها..
لقد سقط آلاف الشهداء والجرحى ودمرت منشأت مدنية واقتصادية ومشافي ومدارس ومساجد وغيرها جراء قصف كتائب القذافي..
الأنكى أن القذافي وأبناءه يتعهدون بقتل المزيد من أبناء ليبيا واطفالها..ولم يكونوا يؤمنون بوساطات لوقف شلال الدماء النازفة من أبناء ليبيا لولا أن الطوق أضحى يضيق حولهم ويئسوا من إمكانية بقائهم على سدة الحكم الغابر..حيث فقدوا الشرعية ويعانون من عزلة إقليمية ودولية..
وإذا كان ما يتسرب من أنباء عن وساطة تنتقل السلطة بموجبها لأحد أبناء القذافي , فإن الأمر جلل ويوحي بمؤامرة تحاك ضد الثورة الشعبية الليبية، والذي يثير الريبة أن طائرات الحلفاء في حلف الناتو قد أعلنت عن مئات الطلعات وظلت كتائب القذافي تقصف المدن والمنشآت النفطية..مما يدل على غياب الجدية وروح المسؤولية في تعاطي الحلف مع حقائق الوضع على الأرض..فدول الحلف لم تنجح حتى اليوم في تنفيذ قراري مجلس الأمن الدولي»1970و1973 « لوقف إطلاق النار بين كتائب القذافي وبين قوى الثورة بدون شرط الإستجابة لمطالب الشعب الليبي برحيل القذافي وأبنائه وطغمته المجرمة ,فإنه يساوي بين القتلة وبين الضحايا..أو بين فاقدي الشرعية وبين أصحابها الأصليين..
لقد كان حريا بالدول العربية التدخل عمليا لإنقاذ الشعب الليبي من جرائم القذافي وإن كل الذي قامت به هو دعوة مجلس الأمن للتدخل في الشأن الليبي وقد أصدر قرارين لم ينفذا حتى اليوم..فهل من تحرك عربي جديد لوقف جرائم القذافي بمنأى عن وساطات مريبة تعطي للطاغية المزيد من الوقت والفرص لذبح أبناء ليبيا ؟..
الرأي