يشارك العالم والمهتمين في اليوم العالمي للملكية الفكرية والذي يأتي كل عام في ٢٦ ابريل والتي اطلقتها المنظمة العالمية للملكية الفكرية
‎
هذا العام تحت شعار : الملكية الفكرية وأهداف التنمية المستدامة: بناء مستقبلنا المشترك بالابتكار والإبداع
‎
ولما كانت وتيرة التقنيات وتسارعها شكلت تقاربا مهما للبشرية وحققت آفاق جديدة من التفكير والإبداع ، يأتي اليوم العالمي للملكية الفكرية كمناسبة لنتأمل معًا كيف يمكن للابتكار والإبداع أن يكونا محركين لتطوير مجتمعاتنا وتعزيز تقدمنا، في ظل الحاجة الى ترسيخ عنوان مهم ألا وهو التنمية المستدامة للمجتمعات العالمية وهل حقا يشكل الإبداع البشري كدعامة للتنمية بدل أن يكون وسيلة للهدم والتدمير والقتل !

‎إذا ما استعرضنا بعض العناوين في تحقيق التنمية المستدامة نجد في حماية الأصناف النباتية دور كبير في القضاء على الجوع، فضلا على دور تطبيقات الذكاء الاصطناعي في تحقيق التنمية وما يشكله من مردود اقتصادي ثري لعناصر الملكية الفكرية المتنوعة ، وما تضيفه حماية الرسوم والنماذج الصناعية في استدامة الصناعة والابتكار ، وأهمية العلامة في توفير العمل اللائق ونمو الاقتصاد المعرفي والصناعي والتجاري ، وما تشمله وتشكله براءة الاختراع في تحقيق الصحة الجيدة والرفاهية كهدف من اهداف التنمية المستدامة .

‎إن الاتحاد العربي لحماية حقوق الملكية الفكرية وهي مؤسسة عربية دولية مستقلة تعمل في نطاق مجلس الوحدة الاقتصادية العربية يتبنى هذا المفهوم بقلب متفتح وروح مبدعة، حيث يعمل الكادر فيها على تعزيز الثقافة الابتكارية في المنطقة العربية وتشجيع الابتكار والإبداع في جميع المجالات من خلال زيادة الوعي والتثقيف المستمر حيث أسست هذا العام وتزامنا مع الحدث العالمي في اليوم العالمي للملكية الفكرية الأكاديمية العربية الدولية للملكية الفكرية .
 
‎إن الابتكار والإبداع ليسا مجرد مفاهيم نظرية، بل هما جوهر الحياة البشرية في العصر الحديث. فمن خلال الابتكار، نصنع مستقبلنا، ومن خلال الإبداع، نضيف قيمة لحياتنا ولمجتمعنا. وفي هذا السياق، يأتي دور اليوم العالمي للملكية الفكرية لتسليط الضوء على أهمية حماية الإبداع والابتكار وتشجيع التفكير الإبداعي في جميع المجالات، سواء كانت تكنولوجية، ثقافية، أو اقتصادية.
 
‎فمن خلال استخدام التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، يمكن تحسين العمليات الإبداعية وتقديم حلول ذكية للتحديات التي تواجهنا، سواء في مجالات الصحة، أو التعليم، أو البيئة، أو غيرها من المجالات. على سبيل المثال، يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات الضخمة لاكتشاف أنماط جديدة وتوجيه البحوث الطبية نحو اكتشاف علاجات جديدة للأمراض، أو في تطوير تقنيات تعليمية مبتكرة لتحسين عملية التعلم وتوجيه الطلاب نحو النجاح.
 
‎بالإضافة إلى ذلك، يساهم الابتكار والإبداع في دعم الاقتصاد وخلق فرص عمل جديدة، حيث يمكن للشركات الابتكارية تطوير منتجات وخدمات جديدة تلبي احتياجات السوق وتعزز التنمية الاقتصادية. وبهذا الشكل، يصبح الابتكار والإبداع ليس فقط مسألة ثقافية، بل هو أيضًا محرك للتنمية الشاملة وتحقيق الاستدامة.
 
‎في النهاية، يجسد اليوم العالمي للملكية الفكرية مناسبة للتأمل في كيف يمكن للابتكار والإبداع أن يساهما في بناء مستقبلنا المشترك، وكيف يمكن للتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي أن تكونا شركاء في هذا المسار نحو التقدم والازدهار. إنها دعوة لنتحد جميعًا تحت راية الابتكار والإبداع، لنصنع مستقبلًا أفضل لأجيالنا القادمة.

* الامين العام للاتحاد العربي لحماية حقوق الملكية الفكرية