لم يعهد اننا شهدنا في مرحلة ما عنفا شعبيا على خلفيات سياسية، فالاعتداء على قيادي من الحركة الاسلامية وقبلها اقتحام مقر جبهة العمل الاسلامي سواء في جبل التاج او العبدلي ليس خلقا اردنيا فهو سلوك مدان.
الادانة لهكذا مسلكيات لا تكفي لوحدها بل المطلوب اجتثاث للظاهرة الشاذة من جذورها، فالحركة الاسلامية جزء اصيل من التكوين السياسي الاردني وممارسة الضغط بمناسبة وبغير مناسبة لا تدل على حصافة سياسية بل تدلل على أزمة تعاني منها الاطر التي تناصب الاسلاميين العداء.
لسنا بصدد تقييم السلوك السياسي للحركة الاسلامية او اي فريق سياسي ما دامت اهدافه مشروعه ووسائله سلمية وليس مهما لغايات التحليل ما اذا كان هذا السلوك يلقى قبولا شعبيا ام لا لكن من المعيب ان يعبر مواطن او اكثر عن وجهات نظرهم بطريقة عنفية.
ليس هذا الاردن الذي نحلم به وليست هذه المسلكيات الشاذة معيارا لسلوك الاردني المتحضر فدولة انفقت المليارات على التعليم بانواعه لا ينبغي ان تكون فيها مثل هذه الظواهر.
الحركة الاسلامية حركة سياسية ناضجة وموثوقة لدى قطاعات من المجتمع الاردني وهي ضمانة سياسية لعقلنة النقاش العام وترشيده وبالتالي استهداف الحركة بهذا المعنى يعد استهدافا للعقلية والرشاد.
نريد ان نسمع ادانة لا تقبل اللبس لمثل هذه المظاهر الشاذة عن اخلاقنا كاردنيين.
الرأي