ونحن نحتفل بعيد التلفزيون الاردني
فيصل تايه
28-04-2024 12:23 AM
هذه رسالة تهنئة من القلب إلى أسرة مؤسسة الإذاعة والتلفزيون ، وهي تحتفل بالعيد السادس والخمسين لانطلاق الشاشة الأردنية الرسمية في الثامن والعشرين من نيسان عام ١٩٦٨ ، اذ أن هذه المناسبة أرّخَت لمسيرة مباركة لمؤسسة إعلامية أردنية عريقة ملتزمة بدورها في خدمة الوطن على مدار عقود مضت ، كانت ولا تزال احد الركائز الإعلامية المهمة للدولة الاردنية الحديثة .
اننا وإذ نستذكر في هذه المناسبة العطرة الجهود الطيبة المباركة التي بذلها الرعيل الأول من أبناء مؤسسة الإذاعة والتلفزيون ، الذين اسسوا لبناء قاعدة متينة للعمل التلفزيوني الرسمي الملتزم ، ليكون منبراً اعلامياً سعى الى النهوض في الاداء الى التميز بجهد موصول وبرسالة اعلامية وطنية مفتخرة ، لتبقى تمثل صورة الوطن وصوته التي تحاكي أبناء الأمة ، ومنبرا للتعبير عن رسالة الأردن الحضارية .
ان التلفزيون الأردني وبكل فخر واعتزاز يبقى المدرسة العتيدة التي خرجت العديد من الكفاءات الاعلامية المميزة من مذيعين ومنتجين ومخرجين ومقدمي برامج وفنيين يظهرون من خلال اعرق محطات التلفزة العربية والأجنبية ، حيث شارك العديد منهم في تأسيس بعض المحطات التلفزيونية العربية وهم الآن يعدون من الصفوة ومن الاعلاميين المميزين في العالم العربي.
ان دولتنا الأردنية وهي تسير بخطى ثابته ، كانت تحتاج الى عمليات نهوض وتخطيط معمق في ظل اجواء عصيبة وتحديات كبيرة تعصف بمنطقتنا ، ما احتاجت الى وجود مؤسسة اعلامية ذات رسالة قوية تدعم جهود العاملين في جميع مؤسسات الدولة ، وتواصل القيام بدورها في نقل رسالة الدولة الاردنية وصورتها الحضارية محليا وخارجيا وعكس الانجازات التي يحققها الاردن على مختلف الصعد فكان الدور الكبير للتلفزيون الاردني ليكون احد منابر اعلام الدولة .
كما واننا اليوم ونحن نعيش التجاذبات الإقليمية والدولية ، وما رافقها من تبعات واحداث قاسية ، كان لابد من تدعيم شبكة من الاعلام الاردني المتكامل كمؤسسة دولة تعمل باستقلالية تامة من اجل خلق اعلام وطني متوازن يقدم للمشاهد والقارئ والمستمع مادة اعلامية بعيداً عن كل الاعبارات والبحث عن الاليات والاجراءات الواجب اتخاذها لدفع تلك المؤسسة الى المكانة التي تستحقها والتي نصبو اليها جميعا لتكون في مقدمة المؤسسات المدافعة عن الوطن وانجازاته وملبية لطموحات المواطن واهتماماته ، وهذه المهمة الكبيرة بالتاكيد ملقاة على عاتق المؤسسة العامة للاذاعة والتلفزيون بجميع وسائلها رغم العديد من التحديات المهنية والمالية وغيرها دون ان يؤثر ذلك على ادائها .
يجب ان نعترف ان مؤسسة الاذاعة والتلفزيون بحاجة الى الدعم الحكومي المستمر اجرائيا او تشريعيا اوماليا وصولا الى الارتقاء بمستوى اداء هذه المؤسسة العريقة ،والذي يجب ان يوازيه تعاون وحرص من جميع العاملين في المؤسسة للارتقاء بادائها خاصة في ظل المنافسة الشديدة مع الفضائيات المحلية والعربية وبما يكفل العودة بها الى سابق عهدها حين كانت من افضل المؤسسات الاعلامية في العالم العربي سواء على صعيد المواد الاخبارية التي كانت تقدمها او على صعيد الدراما الاردنية التي لاقت رواجا كبيرا في مختلف الدول العربية .
في هذه المناسبة لا بد من توجيه رسالة هامة ، تتضمن النهوض باداء هذه المؤسسة الوطنية العريقة ، فافاق المستقبل لتطوير عمل المؤسسة لا يمكن ان يتحقق بتحسن انواع البرامج وتطوير النشرات الاخبارية وزيادة "وضوح الصورة" وجلب احدث انواع الاجهزة التكنولوجية الحديثة ووضع الدراسات والبحوث العلمية الرصينة فقط ، قد تكون تلك الامور احد اساليب التطور لكن يبقى الخيار الامثل لاية عملية تطوير تكمن في تحسين قدرات العاملين وفق اسس علمية رصينة ، ووفق رؤية تستند إلى خطط متقنة لرفع القدرات وتأهيل الكوادر ، فالشروع في اية عملية تطوير لرفع قدرات العاملين ينبغي ان توضع كاولويات ينبغي ان تحدد بموجبها نوعية الدورات وماهيتها مع الاستعانة بخبراء متخصصين في مختلف المجالات .
وأخيرا فإن التحول الإيجابي الملحوظ للتلفزيون الاردني لهذا المستوى الراقي يدفع إلى التفاؤل تحقيقاً للطموح المرجو فحين نريد .. نفعل ... ووفق الرؤية الملكيه الساميه التي ارادها سيد البلاد ، فهذه تحيه شكر وتقدير للعاملين على رفع سوية الاعلام الاردني المميز لتنال المؤسسات الاعلامية ومنها مؤسسة الاذاعة والتلفزيون الدعم لتؤدي دورها الوطني بكل كفاءة و تحت مظلة الدستور ، وفي ظل مناخ من الحرية والديمقراطية .
وكل عام وانتم بخير
ودمت سالمين