السَّاسة لا يقولون الحقيقة، وبعضهم يكذب كما يتنفس، ويتعاطون الخداع والدَّجل والنِّفاق المُبتذل؛ إنَّهم تُجَّار الوهم وسوء الفهم، ساسة الصُّدفة وغياب العفة الوطنية الشريفة التي ألفها الأردنيون الشرفاء من الرُّوّاد والبناة الأوائل، لن نصدّقهم، وسنختار من بين ظهرانينا من يخاف الله فينا ويرحمنا؛ فلنا في هذه الأرض الطاهرة شعب أصيل، وعرش شريف، ووطن مُهاب.
بعض فتات السَّاسة يبيع الوطن ونزاهته الوطنية برخصة "مخبز" يقتات بها على أوجاع الأردنيين، ويحتال على الكلّ؛ كلّ النَّاس، وكلّ المؤسسات بأنَّه رهان الضرورة القادر على القيام بكل المهمات "الوضيعة" في التمرير والتأطير، أنهم رهطُ مٌفلس لا تأسره هوية وطن، ولا يأبه بشعب.
الراقصون على الحبال، وزبانية السفارات، وأولئك الذين يُقارفون الخطيئة بحق الوطن والنَّاس؛ لا يبنون وطن، ولا يُقدّسون تراب أو هوّية، وتبنِّيهم من قبل الأحزاب والمؤسسات؛ لتمثيل الشعب مَثلمة وطنية لا تٌغتفر، وسَتجرُّ النَّدم لكلِّ مضامين منظومة التَّحديث والإصلاح برمَّتِها، وبصورة تقوّض الثِّقة الشَّعبية، وتنتهك أمانة المسؤولية أمام الله والوطن والعرش.
يجب أن يأخذ المخاض الانتخابي مداه الوطني والأخلاقي الرَّاسخ؛ لترتقي التَّجربة إلى مستوى التَّطلعات الملكية؛ والدَّفع بنماذج مهترئة وموبوئة إلى المشهد الانتخابي؛ سيخدم المعارضة المؤدلجة في أقصى اليمين واليسار والليبراليون الجدد بما يؤدي إلى زيادة التدخلات الإقليمية والدولية، وشيوع خطاب إنكار المضامين الدستورية، وتغريب المجتمع الراسخ المتماسك.
نصيحة بحجم الشَّرف الوطني الصادق؛ لا تدفعوا بالهواة الصغار وأشباه السَّاسة إلى مقدمة المشهد الوطني، ولا تجعلوا "دخلاء الظَّرف لا الوصف" سادة علينا؛ فقد ضقنا ذرعاً بهؤلاء، ولكنه الحياء من الوطن، والقائد، وشرفاء التّراب الذي يلزمنا بالصمت إلى حين سعة، لن نقبل بهم قدراً يؤذينا ويُشوّه إرثنا الوطني الشَّريف، وتاريخ البناة الأُباة الأوائل.
لن نقبل بهم؛ كي يبقى لهذه الأرض عطرها الأصيل، ولتيار الموالاة الصادق خطابه النَّبيل.