facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




موسم الانتخاب ومحاور الخطاب


د. محمد العزة
26-04-2024 11:27 AM

تدور الايام وتتقلب الأشهر وتطوى السنوات ، لتكشف لنا ما ننتظره في طياتها وثناياها ، مما تخفيه من مواسم ، وما يتطلبه منا الأمر من أستعدادت لأستقبالها بما يلزم من عدة وأدوات ومراسم ، وها هو الموسم الانتخابي يطل علينا هذا العام في موعده الدستوري الرسمي ، بقرار ملكي كأشارة للقوى السياسيه والحزبية والاجتماعية بالحراك ودعوة القوى الشعبية ومخاطبتها للمشاركة في العملية الانتخابية وفق المسارات الديمقراطية ، لاختيار رواد المجلس النيابي ، وأمناء القرار التشريعي الاردني ، ذلك القرار الذي ما أن يصدر ليصبح قيد التنفيذ والنفاذ ، ظهر تأثيره على ملامح المواطن الاردني اينما وجد واينما كان وفي اي قطاع اقتصادي زراعي طبي تعليمي ، فأما أن تزداد كشرته رمز هيبته ، واما ان تنفرج سرائره تبسما لتبرز نواجذه، وبعيدا عن مؤشرات نتائج التقييم لأداء مجلس النواب الحالي التاسع عشر ، الذي صادف بأنه يحمل نفس الرقم لتلك الجائحة البغيضة كورونا ١٩ والتي زادت الأعباء والانواء على هذا الوطن الغالي والإنسانية جمعاء ، مزيدا من الركود الاقتصادي ، وضغطا على القطاع الطبي ، وتحولا في النهج التعليمي ، وتغير النمط الاستهلاكي الاجتماعي ، وظهور أهمية القطاع الزراعي ، وماتركته من تداعيات سلبية على جميع مظاهر مستوى العيش الاجتماعي ، ليبرز أهمية دور صانع القرار الحكومي وأنسجامه وشراكته مع دور المشرع القانوني ، لإدارة الأزمة واي أزمة في أي مرحلة واين كان شكلها ونوعها ، لإدامة واستدامة الخدمات وتوفير الاحتياجات الأساسية للمواطن وضمان سير عجلة التنمية للدولة ، والذي هو واجب الحكومة ومن يكون في موقع المسؤولية ،وهنا قدم ذلك المجلس ماقدم واجتهدت الحكومات ما اجتهدت ، في محاولة للبقاء في منطقة المنتصف أو الوسط المستقر المثير للحيرة المميت ، فنحن لم ننجرف للهاوية والانهيار بفعل الإجراءات الحكومية المحافظة والمتحفظة القاسية ، ولم نصعد نحو قمة الانتعاش وتحقيق ارقام معدلات النمو التي نرغب والتي تنتج في العادة عن الابتكار وجرأة القرار .

اليوم ينتظر المواطن الأردني لحظة التغيير ، لحظة الخروج من منطقة المنتصف ، وتحديدا قاع المنتصف الذي لطالما سمع وعودا وعهودا بالخروج منها ومن عنقها ، ولطالما تأهب لاستقبال ايام اجمل تعوضه عن ما ذاقه من مر وتحمل ، وبقيت الأوضاع تراوح مكانها ، وتختل أوزانها ، خاصة مع مستجدات الحرب الروسية الأوكرانية المدعومة غربيا وامريكيا ، ليأتي العدوان الصهيوني الوحشي الغاشم على غزة ، ليعمق الأزمة على المستوى السياسي والاجتماعي والاقتصادي.

أبناء شعبنا الاردني العظيم ، أبناء الأغلبية الصامتة ، المهمشة، العازلة نفسها عن الحدث والحالة ،الذي سأظل أخاطبه واخاطبها بعد كل مقدمة قصيرة أو طويلة كما هو أعلاه ، ونحن مقبلون على استحقاق وطني هام ، ستكون نتائج مخرجاته وأختياراته في ظل المعطيات والظروف التي ذكرناها ، من أكثرها تأثيرا على الشأن العام ، في هذه المرحلة الهامة من عمر الدولة الأردنية، فماذا اعددتم من خطاب كناخبين فاعلين محبين لوطنكم، حافظين لكرامتكم ، حريصين على مستقبل أبناءكم ومستقبلكم مخلصين لهذا الوطن وقيادته من خطاب ستوجهوه لكل من يريد أن يترشح لمجلس النواب القادم ، نعم عليكم أن تغيروا قواعد اللعبة ، ولغة الحوار ، وتبادل الأدوار ، لا تنتظروا منهم الخطب الرنانة ، ولا طلبات الترجي والفزعة الزنانة ، أو أساليب مقايضتكم على مصيركم ومستقبلكم مقابل بضع دنانير ، يدفعها جهلة السياسة، وضعاف الإدارة ، وسماسرة الاوطان والعطاءات والمقاولات ، الذين لا نلمس وجودهم أو غيابهم ، الا في ذلك اليوم ، وتلك اللحظة، ليذكروكم بفقركم ويساوموا على كلمتكم وقراركم وليديروا ظهورهم ويتناسوا وينسوا معاناتكم ، إلى أن يحين اللقاء في موسم اخر ، ولتبقوا انتم عراة حفاة ضحايا الهواة الذين لا يمتلكوا معرفة العلم وثقافة المعرفة ونهج الفكر والمنطق والاقناع والرد في الإجابة على ما يتوقعوه منكم من خطاب واستجواب عن خطط النهضة ، للتعليم ومساقاته وجودة مناهجه ، وللصحة ونظام تأمين شامل جميع شرائح المجتمع ، وحتى إن كان مقابل رسم رمزي أو معقول مقبول مقابل خدمة تلائم حياة الإنسان الاردني ومشاريع الإنتاج وتأهيل الايادي العاملة الوطنية الماهرة وتقليل من نسب البطالة ، أو عن إجراءات دفع العجلة الاقتصادية التي من شأنها تحريك المياه الراكدة سواء من فرض نظام الضريبة المتصاعدة ، ودعم الطبقات الاجتماعية الكادحة الفقيرة ، وخفض الرسوم والضرائب ورفع الحد الأدنى للأجور وزيادة موارد خزينة الدولة وعكسها على الإنفاق على تحسين الخدمات في جميع القطاعات في جميع المجالات ، كالبنية التحتية وإعادة صيانة الشبكة العامة للكهرباء وتوفير وسائل النقل وشبكة القطارات والمشاريع التي طرحت وصارت أسيرة الإدراج المغلقة .

الاردن وطننا الاردني العظيم يستحق منا هذه المرة بأن يكون الشعب الاردني المعطاء الكريم هو المبادر والمطالب بتغير نمط النهج للأداء القديم عند الحكومات واعضاء البرلمانات ، ولطالما نادى سيد البلاد في العديد من المرات وبالعديد من التوجيهات بأن يكون التغير والتحديث لأجل خير هذا الوطن من عمق وصلب القواعد الشعبية بمارسة حق الرقابة والتعبير و نقد الإجراءات الحكومية عبر القنوات التشريعية الديمقراطية ، التي يشكل احترامها والايمان بها، بوابة البقاء ،وعناصر البناء وتحقيق الرفاه الاجتماعي ومعالم الازدهار لدولتنا الأردنية الهاشمية .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :