* أهمية إدماج التكنولوجيا والمعلوماتية والذكاء الاصطناعي في التعليم الطبي

*دعوة إلى تغيير أساليب التعليم والمفاهيم وتطوير الخطط والتقييم

*المحافظة على نوعية مخرجات كليات الطب الأردنية المتميزة

*الجامعة الهاشمية تعتزم اطلاق منصة تعليمية لطلبة الطب في قطاع غزة

عمون - رعى رئيس لجنة الصحة والبيئة والسكان في مجلس الأعيان/رئيس مجلس أمناء الجامعة الهاشمية العين الدكتور ياسين الحسبان، أعمال المؤتمر الأول لكلية الطب في الجامعة الهاشمية بعنوان: "التعليم الطبي: الواقع والمستقبل"، والمؤتمر الختامي لبرنامج دبلوم طب الأسرة المدعوم من إيراٍسموس في فندق اللاندمارك بعمان اليوم الخميس 25-4-2024. وبدأ فعاليات المؤتمر بقراءة الفاتحة على أوراح الشهداء غزة الصامدة والصابرة.

وشارك في المؤتمر نخبة من المسؤولين وصناع القرار والمتحدثين ورؤساء عدد من الجامعات الطبية للوقوف على واقع التعليم الطبي في الأردن والتحديات التي تواجهه ومناقشة استرتيجيات التعليم الطبي وصياغة الخطط الدراسية وأساليب التقييم الطبي بالإضافة الى مستقبل التعليم الطبي في ظل التطور التكنولوجي وثورة الذكاء الاصطناعي.

وقال الدكتور الحسبان إنه بالرغم من التقدم الذي حققه القطاع الصحي في الأردن على مدى العقود الثلاثة السابقة فيما يتعلق في تطوير البنى التحتية الصحية والازدياد في أعداد المستشفيات والمراكز الصحية اوالخدمات المتخصصة وتوفير التكنولوجيا الطبية الحديثة، إلا أنه رغم كل هذا التقدم والاستثمار الهائل في قطاعنا الصحي ما زالت المخرجات لا ترتقي لمستوى التطلعات. عازيا أسباب ذلك إلى نظامنا الصحي ما زال مبعثرًا ومتشظيًا فلا يوجد عقل مركزي واحد ينسق ويتفاعل ويطور. ودعا إلى توحيد الجهود الوطنية واستغلال فرصة التاريخية من إرادة سياسية وتوجيه واهتمام ملكي غير مسبوق. مؤكدًا أن الوقت قد حان لاتخاذ القرارات وتنفيذها بشجاعة ودون تردد خاصة في إيجاد عقل مركزي ينظم القطاع ويوصل الحلقات ويغلق الفراغات ويفصل مقدم الخدمة عن ممولها ويوحد صناديق التأمين الصحي في القطاع من خلال صندوق وطني للتأمين الصحي تحت مظلة مؤسسة الضمان الاجتماعي.

وأكد أن المؤتمر يساهم في تحقيق التكامل بين التعليم والتدريب في الخدمات الصحية لينعكس على جودة الأداء وعلى المخرجات الطلابية في القطاع الصحي الأردني، فلا بد مواكبة المستجدات والتحولات والاتجاهات المعاصرة في مجال التعليم الطبي وكيفية المحافظة على تنافسيتنا في تخريج طلاب الطب.

وقال الدكتور ياسين الحسبان إن التعليم الطبي في الأردن ما زال متميزًا ويحتل مكانة عُليا من حيث النَّوعية وعلى مستوى عالمي، إلا أنه أضحى يعاني من تزاد أعداد الطلبة والرغبة الاجتماعية العالية في دراسة الطب. وأضاف أن كلية الطب البشري في الجامعة الهاشمية حصلت على تصنيف فئة خمس نجوم في التصنيف العالمي الـ QS، كما حصلت على الترتيب 701-720 على مستوى العالم في تصنيف QS world university for subjects 2024 الذي أعلن عنه الأسبوع الماضي مبينًا أن هذا التصنيف يؤكد على قوة البرنامج الدراسي الذي يستند الى جودة مخرجات التعليم في كلية الطب.

وقال الأستاذ الدكتور خالد الحياري رئيس الجامعة الهاشمية أن هذا المؤتمر ينسجم مع رؤية الجامعة في تطوير أساليب التعليم الطبي في الكليات الصحية في الجامعة وهي الطب وطب الأسنان والصيدلة والتمريض والطبية التطبيقية ليصبح التدريس فيها موجها نحو المريض وليس التخصص او الأستاذ. وأضاف أن الجامعة ومن خلال مركز التعليم الطبي ستنجز جزءا هاما من ذلك التطوير بتجميع طلبة الكليات الصحية للمناقشة وتبادل التجارب والتركيز على التعليم الموجهة إلى المريض.

وأضاف: "سنزيدُ من التَّعاون والتكامل بين الكليَّات الصحية والكليات المعنية بمفهوم الصحَّة الواحدة One Health approach، وذلك ليصبحَ طالبنا على معرفة ودراية بكل ما يتعلَّق باختصاصه من كليَّات وتخصصات مساندة له".

وقال الدكتور الحياري إن كلية الطب في الجامعة الهاشمية تسعى إلى دمج جهود الكليات لتطوير مساقات مناسبة لطلبة كلية الطب في مجالات الذكاء الاصطناعي والمعلوماتية والإدارة والسياسيات الصحية وتعزيز مفهوم السياحة الصحية وطب الأزمات الكوارث ومهارات التواصل والتعامل مع الضغوط.

وعبر رئيس الجامعة عن فخره بالنجاحات التي حققتها كثير من خريجي كلية الطب البشري داخل الأردن وخارجه مؤكدا عزم إدارة الجامعة على تعزيز فرص النجاح والتميز لكافة خريجي الجامعة الهاشمية من خلال التطوير المستمر والشامل.

وأعلن رئيس المؤتمر عميد كلية الطب أ.د. محمد عبدالحميد القضاة أن كلية الطب في الجامعة الهاشمية تعمل على تجهيز منصة تعليمية متخصصة لأبنائنا الطلبة في قطاع غزة لستخدموها فور قدرتهم على التعافي من العدوان وعودة عجلة الحياة. وأشار إلى أن تطوير التعليم الطب أصبح ضرورة فلا يمكن للجيل الحالي أن يدرس وفق أساليب تعلمناها من الجيل السابق. وقال أنه آن الأوان لإعادة النظر في مستوى شهادة الطب بواقع (260) ساعة معتمدة وتقسيمها إلى شهادتبن، الأولى بكالوريوس في العلوم الطبية الأساسية، وبعدها ينتقل الطالب إلى السنوات السريرية ليحصل على شهادة بكالوريوس في الطب.

وذكر الدكتور أمجد شديفات أن المؤتمر الختامي لمشروع دبلوم الأسرة سلط الذوء على تجربة برنامج دبلوم طب الأسرة في الجامعة الهاشمية والمدعوم من إيرازموس. مشيرا الى ان دبلوم طب الأسرة يهدف للمساهمة بالارتقاء بالمنظومة الصحية الأردنية، ورفع سوية نظام الرعاية الصحية الأولية، وتفعيل التشاركية بين الطبيب العام وأخصائي طب الأسرة، إضافة إلى تحسين الرعاية المقدمة في المراكز الصحية. وقال أن البرنامج تمكن من تدريب نحو (42) طبيبيًا في المراكز الصحية الأولية والشاملة يخدمون نحو (20) ألف مريض في مختلف انحاء المملكة أسبوعيًا.

وتحدث الدكتور محمود البلص رئيس اللجنة التنظيمية عن محاور وأهداف وتطلعات المؤتمر خاصة في التعاون بين الجامعات الأردنية في مجال تطوير التعليم الطبي والصحي. وأضاف أن المؤتمر اشتمل على جلسات ومحاضرات ناقشت عدة محاور بمشاركة 20 متحدثاً من الأردن، والإمارات العربية المتحدة ومصر والمملكة المتحدة، بالإضافة الى تخصيص جلسة خاصة لعرض مشاريع الأبحاث الخاصة بطلاب كلية الطب حيث تم قبول 28 ورقة علمية في المؤتمر واختيار 5 أوراق علمية منها لعرضها ومناقشتها من قبل المشرفين والحضور، علما أن هذا المؤتمر معتمد من المجلس الطبي الأردني بساعات تعليم طبي مستمر.

وتناولت جلسات المؤتمر، التحديات والفرص في التعليم الطبي في الأردن قدمها الأستاذ الدكتور إسماعيل المطالقة رئيس جامعة رأس الخيمة للعلوم الصحية الذي أكد ضرورة إدماج التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي وإدخال المفاهيم الحديثة إلى التعليم الطبي، كما تناولت جلسات المؤتمر التحديات الحالية في التعليم الطبي، واستراتيجياته، ومناهج التقييم فيه، وإدماج التكنولوجيا في التعليم الطبي، والتوجهات العالمية في التعليم الطبي إضافة إلى مناقشات لأوراق عمل وبحوث الطلبة.

وعرض طلبة كلية الطب أوراق بحثية تناولت عدة موضوعات طبية وجرى مناقشتها مع الحضور من الأطباء والأكاديميين والباحثين. كما افتتح راعي الحفل المعرض البحث العلمي لعرض بوسترات طلبة الطب.