على الأحزاب ان تتحزم بذات النطاقين الوطن والمواطن
د.محمد البدور
26-04-2024 10:22 AM
هذا هو المجلس النيابي الحالي وقد شارفت رحلته الديموقراطية مع الوطن ان تضع اوزارها وندعو الله ان تكون نهاية احزاننا لتجاربنا السابقة مع مجالس نيابية خلت وسالت من تحتها المياه ولم تحدث لنا فرقا في الحياة لاديموقراطيا ولا إقتصاديا ولا سياسيا فكانت كعابر سبيل تتوسل رضاء الجماهير الانتخابية وتتسول إرضاء الحكومات وقد نعذرها لاننا ساهمنا بصناعتها لطالما كنا ننتخب من يمثلنا فزعة ومحاباة ومن نريد كسب رضاه.
آن الأوان ان يتحمل المواطن الاردني مسؤوليته الوطنية وان يتخذ القرار كيف سيكون شكل المجلس النيابي القادم فلا ملامة على مجلس نيابي إن قصرنا ولم نجيد حسن الانتقاء لاعضائه.
اليوم احزابنا على المحك الديموقراطي ونريد منها ان ترينا صنيعتها وان تتقدم الى ميادين الناخبين برداء جديد حاملة برامج وطروحات وشخوص امتلأت سواعدها بالعزم ورؤوسها بالفكر لا تأخذها بالحق الوطني لومة لائم وتكون حرة ابية لاتعرف المحاباة على حساب وطننا.
ما نأمله من الاحزاب ان تتقدم اليوم الى ساحات الوطن حاملة راية التغيير وان تشد الرحال الى مجلس نيابي نتوق اليه ان يكون منطلقا لصناعة حكومات تصنعها ارادة الامة وتقف عند حدود الوطن وتحمل بالمواطن الى حيث تنهض هذه الامة وتسترد ثقتها التي افسدتها مشاريع بائسة وخطوات معاكسة سارت بها حكومات خلت ومرت على وطننا وخلفت وراءها يأسا شعبيا واثرا سلبيا بسعينا نحو الاصلاح والتجديد والتغيير.
على الشباب الاردني وهم المكون الديموغرافي الاكبر في وطننا ونواة التغيير وبيدهم معول البناء وصناعة المستقبل ان يكونوا لبنة الاساس في بناء المجلس النيابي القادم وان يتقدموا بانفسهم الى ميادين الترشح والانتخاب بعزم وطني يكون فيه المجلس النيابي نتاج فكرهم ووعيهم وإدراكهم لحجم التحديات بعيدا عن الجهوية والمحاباة لطالما دفعوا الثمن كثيرا من عثرات مجالس وحكومات لم تكن بمستوى طموحاتهم وآمالهم خاصة في اتاحة الفرص من امامهم لصناعة التغيير وصياغة القرار وفرص العمل ومحاربة الفساد والمحسوبية على حسب المواطنين وحق الوطن.
نعم نريد من اليوم حراكا وطنيا متكاملا تتظافر فيه الجهود ما بين عزم الاحزاب وحزم المواطن وعزيمة الشباب لان يكون المجلس النيابي القادم نتاجا وطنيا لانلوم فيه احد ان قصر بل نلوم انفسنا وكفانا ملامة وحسرة من مجالسنا.
الوطن امانة وامتنا مؤتمنة ونحن شعب عظيم بقيادة ملك حكيم لهذا البلد الامين إن شاء الله.