عمون - حقق حزب ارادة نتائج مذهلة في انتخابات مجالس المحافظات الأخيرة والتي عكست قوة وتأثير الحزب في المشهد السياسي الحالي بحصده 9 مقاعد لرؤساء مجالس المحافظات من اصل 12 مقعدا، ليكتسح حزب ارادة مجالس المحافظات استحقاقا، ويظهر ذلك الاستحقاق تفوقاً ملحوظاً في اتساع رقعة المؤازرة الشعبية وارتفاع الثقة في قيادة الحزب وما يصبو اليه الحزب في برنامجه الحزبي، و يعتبر هذا الانجاز للحزب انجازا ملموسا بعد بدء مرحلة العمل والتنفيذ وانتهاء مرحلة التحضير والتنظير، ويستحق هذا الانجاز قراءة تحليلة معمقة، لاسيما ان الانتخابات البرلمانية على الابواب ليبدأ ماراثون الانتخابات الممتد على مدى اربعة شهور ستسعى فيها الأحزاب لتقديم نفسها على الساحة الشعبية والسياسية لاسيما بعد دعم جلالة الملك عبدالله الثاني هذه المرحلة ومطالبته بتحقيق عملية تحديث سياسي شاملة، ليظهر حزب ارادة في طليعة الاحزاب الاردنية محققا الارادة الملكية السامية في قدرته على تحقيق التأثير والتحديث المأمول والذي ترجمه الحزب في نتائج انتخابات مجالس المحافظات والتي اثبتت ان الحزب تمكن من تقديم برنامج تحديث واصلاح في الادارة المحلية ولكل المحافظات مكنت الناخبين واعضاء مجالس المحافظات من تبني خطط مرشحي حزب ارادة في مجالس المحافظات وفوزه بمقاعدهم رغم ان زملائهم من احزاب اخرى وذو اختلافات سياسية عديدة مما يؤكد ان حزب ارادة استطاع ان يقدم نموذجا واعيا عززت الروابط بين الناس رغم اختلافهم السياسي وتعدد انتمائهم الحزبي .

ومن نقاط القوة البارزة في هذه النتائج هو قدرة حزب ارادة على عكس توافق بين رؤيته وأهدافه وبين مطالب وتطلعات المواطنين، لتشير نسبة الفوز الكبيرة إلى قوة التنظيم الحزبي وفعالية برنامجه، مما يبرز قدرته على قيادة المرحلة القادمة باقتدار، كما تبرز المؤشرات القوية على نجاح حزب إرادة في هذه الانتخابات على قدرة الحزب في بناء تنظيم قوي وفاعل مكنه من التواصل مع الناخبين وتحفيزهم للاقتناع بخطة ارادة لتحديث القطاعات لاسيما القطاع السياسي، مما يعكس توجه الناس نحو تحقيق التغيير والتطوير في المحافظات.

ومن جانب اخر تظهر النتائج ان حزب ارادة قدم وجوه جديدة في رئاسات مجالس المحافظات مما يعكس قدرة الحزب على توليد قيادات جديدة من طلب الحزب كما احدث في فرعي المفرق ومادبا حيث كان الرئيس القديم والرئيس الجديد للمحافظين من حزب ارادة ، واستمرار رؤساء المجالس من حزب ارادة في محافظات اربد وعجلون وجرش والكرك ومعان، كما حصد رئيس مجلس محافظة الزرقاء ونائبه اعضاء حزب ارادةن لتكون هذه دلالات هامة على ان حزب ارادة يستطيع ان يكون رافعة للانتخابات النيابية وحاصدا لمقاعد نيابية عديدة .

ومع اقتراب الانتخابات النيابية المقبلة في شهر سبتمبر، يبدو أن حزب ارادة يستمر في تحقيق نجاحه وتأثيره الإيجابي، وذلك بفضل اكتساحه الواضح في انتخابات مجالس المحافظات، اذ يمكن القول اليوم أن لحزب ارادة اليوم أساسيات وقاعدة قوية تمكنه من تحقيق نتائج إيجابية أيضًا في الانتخابات النيابية القادم إذ تعزز النتائج السابقة من مصداقية الحزب، وتثبت قوته السياسية، مما يجعله قادرًا على استغلال الفرص المتاحة والمتوقعة في الانتخابات المقبلة.