منذ الإمارة .. الاتجاهات السياسية
أمل محي الدين الكردي
25-04-2024 11:24 AM
*مجالس انتخابية ...احزاب سياسية
بدأ الفكر السياسي الأردني بالتشكل منذ بدء تشكيل الأمارة ،وكانت نزعته عربية فلا غرابة بذلك فأمير البلاد كان أحدى قادة النهضة العربية ،والذين حوله هم قادة حزب الاستقلال العربي وايمانهم بالوحدة العربية.
بدأت مرحلة الأمارة بمطلعها ببناء المؤسسات الدستورية ،عدا عن القوانين التي تخص الامارة والامور الاخرى التي تتعلق بأبناء شرق الاردن . ففي هذه المراحل من عهد الامارة بدؤا ابناء شرق الاردن يعقدون المؤتمرات ويدرسون مواد المعاهدة والقوانيين التي نتجت عنها .ويؤلفون الاحزاب ويرفعون عرائض الاحتجاج .
وما أن جاء موعد انتخابات المجلس التشريعي الاول كانون الثاني وشباط من عام 1929م حيث كانت نسبة المقترعين 3% في الانتخابات من مجموع الناخبين وقد استمر الموقف الاردني الناقد طيلة عهد الانتداب سواء داخل المجلس او خارجه وكانت الأمور تسير عكس التيار الى ان أصدر سمو الامير إرادته بحل المجلس التشريعي بتاريخ 9 شباط 1931م ومباشرة الانتخابات من جديد .
أما خارج المجلس فقد تمثل الفكر السياسي الاردني بقرارات المؤتمرات التي عقدت وبرامج الاحزاب التي تشكلت ومن هنا كان في امارة شرق الاردن خمس مؤتمرات وطنية ما بين 1928-1933م كان الاول منها في عمان بمقهى حمدان في 25تموز 1928م وحضر 150 شخصية من المفكرين والزعماء والشيوخ الذين انتخبوا حسين الطراونة رئيساً لمؤتمرهم وقد تم في هذا المؤتمر المطالبة بصياغة وثيقة تتضمن مطالب الحضور ويسمى الميثاق الوطني وتضمن 11 بند من مطالبها وكان أهمها 1- دولة عربية مستقلة في شرق الاردن .2- حكومة دستورية برئاسة الامير عبد الله واعقابه من بعده .3- حكومة مسؤولة امام مجلس تشريعي منتخب .4- بطلان القروض المالية التي وقعت قبل تشكيل المجلس التشريعي المنتخب.5- رفض وعد بلفور .6- رفض كل تجنيد لا يكون صادر عن حكومة دستورية مسؤولة .
وفي هذا المؤتمر تم انتخاب لجنة تنفيذية لمتابعة القرارات ،ووفداً لرفع هذه القرارات لسمو الامير ،وتم انتخاب هيئة للإدارة .
اما المؤتمر الثاني والذي عقد في عمان 11اذار 1929م وصاغ قرارته بشكل شكوى مقدمة الى عصبة الامم ضد الدولة المنتدبة ،بريطانيا.يطالبون فيها ضمان حقوقهم ومصالحهم وحرياتهم المشروعة ،ويؤكدون تمسكهم بميثاقهم الوطني ،ورفضهم للمعاهدة الاردنية البريطانية ،وللاسلوب والطرق التي يتم فيها تشكل المجلس التشريعي.
أما المؤتمر الثالث فقد عقد في مدينة اربد بتاريخ 25ايار 1930م وجاءت قرارته تكراراً لما جاء بالسابق ولكن اضافت المطالبة بتشكيل حكومة دستورية مسؤولة امام مجلس نيابي وبالتعاون مع الدول العربية لدرء الاخطار الصهيونية الاستعمارية والغاء القوانين الاستثنائية والاستغناء عن الموظفين المعارين واتخاذ الاجراءات اللازمة لسوء الوضاع الاقتصادية وتوسيع نظام التعليم الابتدائي ومنع التضخم في التشكيلات الحكومية .
أما المؤتمر الرابع عقد في عمان يوم 15اذار 1932م وكان صورة مكررة عن مقررات المؤتمرات السابقة .أما الخامس عقد في عمان بتاريخ 5 حزيران عام 1933م جاءت مكررة كالسابق مع اضافة تحسين الزراعة ومقاومة الصهيونية .
أما بالنسبة الى الاحزاب السياسية ومن خلال هذه المرحلة نجد أن هذه الاحزاب جميعها كانت اردنية المنشأ والاهداف فلم يكن البرنامج السياسي لأي منها يشير الى ضرورة قيام وحدة او اتحاد او حتى تنسيق بين الاقطار العربية ولذلك لم يكن لاي منهم فرع او تنظيم خارج حدود شرق الاردن .اضافةً ان التنظيم الحزبي كان مقتصراً على النخبة القليلة من ابناء شرق الاردن .ونلاحظ ضعف إنتماء الاشخاص المؤسسين لهذه الاحزاب لمؤسساتهم الحزبية فنجد اشخاص مؤسسين في حزب هم اعضاء بحزب اخر او قد يكون رئيس حزب ويكون. نائب بحزب اخر.وللدراسة هذه المرحلة نجد ان الاحزاب قد تأسست وانحلت في فترة زمنية محددة لم تتجاوز 7 سنوات 1927-1934م ما عدا حزب الآخاء الاردني الذي تأسس عام 1937م وانحل بنفس العام وهذا يدل على شدة التنافس بين المؤسسين وارتباط الحزب بشخص معين يزول الحزب باستقالته.أما الدراسة التي انتجها الكتاب والمفكرين لتلك المرحلة ان الفكر السياسي كان في بداية تشكله مقتصراً على الصفوة المهيمنة من أبناء البلاد ويمكن القول بأنه وبنفس الوقت كانت بذور الفكر السياسي مدركة ومتجهه ورافضة للمخاطر الاستعمار الصهيوني .
مهما اختلف الوقت ما بين وبين لا تزال فكرة اقناع التجربة بين المواطن والاحزاب ضعيفة لأن فكرة الاحزاب هي الدخول الى الانتخابات .اليوم ماذا ستقدم لنا الاحزاب السياسية من برامج تفكيري للمواطن الاردني عامة والمرأة خاصة .نحن أمام مرحلة ضعيفة لأننا بحاجة الى صناعة احزاب تفكيرية وتنفيذية تخدم فكر اجيال قادمة ،وتبدأ بالمناهج التعليمية وتطوير القوانين الشخصية .نحن لا نحتاج الى كمية العدد لتسجيل احزاب نحن نحتاج الى فكر الى عمل وهذه الاعداد تعمل على التنفيذ ،اضافة ما هي البرامج التي تختلف من حزب الى اخر لاقناع المواطن الاردني به . المظهر الجميل ورائع جدا.ولكن الواقع الذي نعرفه للاسف المواطن الاردني غير قادر على الاقناع به وهذا دليل على عدد الاحزاب والمسجلين به .
هل سيختلف الامس عن اليوم ؟ التصورات كثيرة ولكننا بحاجة الى الكثير .