يتوهم نتنياهو ويحاول ان يوهم غيره،بأن اجتياح رفح سوف يحقق له النصر في عدوانه العسكري الوحشي على قطاع غزة،رغم ان 202 يوما من حرب الابادة الجماعية لم تحقق له أي هدف او انجاز او نجاح على الارض،صحيح ان جيش الاحتلال يستطيع ان يصل الى كل مكان في قطاع غزة،لكنه لا يستطيع الاحتفاظ بالسيطرة على اي مكان ،والادل على ذلك ،القتال الضاري الذي تخوضه المقاومة ضد الاحتلال في شمالي ووسط قطاع غزة ،والخسائر الفادحة التي تلحقها بجيش الاحتلال ومعداته.
رفح لن تكون الفصل الاخير ولا الحاسم في حرب الاحتلال الاجرامية على قطاع غزة،رفح سوف تكون احدى المعارك ،التي ستضيف سفرا جديدا في صمود وبسالة وشجاعة المقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني الاسطوري،وسوف يلاقي جيش الاحتلال في رفح ما لم يعتد عليه وما لم يره في الشمال والوسط،في رفح سيفقد جيش الاحتلال الفرح في حياته الحالية والمستقبلية ،وقد تكون المعركة الفاصلة لصالح المقاومة ،ونهاية الهزيمة للاحتلال.
سوف يدخل جيش الاحتلال رفح ،لكنه قد لا يستطيع الخروج منها ،ومع رفح سوف يشتعل شمال ووسط القطاع ،وربما جبهات اخرى ،خارج فلسطين وخارج القطاع .
حسم المعركة لا يتوقف على العدد والعتاد،وانما على الارادة والعقيدة والصمود والايمان ،وانتصار المقامة حتى الان وهزيمة الاحتلال ،يتحقق بسلاح المقاومة المكون من سلاح عمره من عمر الحرب العالمية الاولى والثانية ،ست قذائف فقط لا غير،آر بي جي،والياسين مئة وخمسة،وتاندم ،وتي بي جي ،والهاون ،وشواظ،اما سلاح العدو فهو معروف ومكشوف للجيمع ويشاهده الجميع .
سلاح المقاومة المتواضع ،دمر حتى الان اكثر من 1400 آلية للعدو معظمها دبابات المركافا القتالية من مختلف الاجيال،واوقع اكثر ستة عشر الف قتيل ،وخمسة وعشرين الف جريح ،وسبعة آلاف مجنون،وهجرة نصف مليون خارج فلسطين،وربع مليون نازح داخل فلسطين المحتلة،وانهيار الاقتصاد الاسرائيلي رغم مليارات البيت الاحمر الدموي في واشنطن.
يدعي نتنياهو ان اربع كتائب بقيت تعمل في رفح من كتائب المقاومة ،وانه دمر حتى الان 19 كتيبة في الشمال والوسط ،فاذا كان جيش الاحتلال حقق كل هذه الانجازات،فماذا يفعل الان في القطاع ،ولماذا يستدعي الوية وكتائب من الاحتياط ،ويزج بها في ارض المعركة،ومن الذي يقاتل ويقاوم جيش الاحتلال في بيت لاهيا وبيت حانون شمالا وفي الوسط ايضا.
ما نسمعه ان عشرات الكتائب تقاتل وتقاوم في قطاع غزة من جميع فصائل المقاومة،وعدد الكتائب وتوزيعها يعتمد على ظروف وطبيعة المعارك في كل مكان على ارض القطاع،احيانا تندمج واحيانا اخرى تتفرق ،وهي التي تتحكم بخطط وطريقة واسلوب المواجهة ،وهي التي تختار شكل المعركة وتفرض ايقاعها ومساحتها وحجمها.
رفح لن تكون نزهة ولا جولة ترفيهية لجيش الاحتلال ،بل ستكون جحيما حارقا يمتد وينتشر في قطاع غزة وخارجه،وسوف تكون فصلا تاريخيا اسطوريا بطوليا، في حرب لم يشهد لها التاريخ مثيلا ولا وصيفا عبر التاريخ.