لازالت دولة الاحتلال الإسرائيلي تتحدى المجتمع الدولي وحتى حليفتها الولايات المتحدة الأمريكية والتهديد باجتياح رفح، وسواء كان هذا تهديد الهدف منه إجبار الفصائل الفلسطينية على الرضوخ لصفقة تبادل الأسرى وفق الشروط الإسرائيلية المجحفة بحقوق الشعب الفلسطيني، أو جني حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة مكتسبات لإطالة مدة الحرب للتغطية على قضية الفساد التي تنتظر نتنياهو إذا ما انتهت فترة رئاسته للحكومة أو سقوطها بسبب مطالبة العديد من السياسيين الإسرائيليين وأهالي الأسرى لدى المقاومة ومن يقف معهم إجراء انتخابات مبكرة، فتصميم نتنياهو على دخول مدينة رفح ينذر بمرحلة خطيرة قد تدخلها المنطقة برمتها.
الهجوم الإيراني على الكيان الإسرائيلي لم يأت من فراغ، بل سبقته تجاوزات قامت بها حكومة دولة الاحتلال الإسرائيلي ضد أفراد إيرانيين ومصالح إيرانية كالقنصلية الإيرانية في دمشق، اتخذته حكومة نتنياهو كذريعة لهجوم مضاد على مدينة أصفهان الإيرانية، وتحرك دبلوماسي وسياسي اسرائيلي حثيث لصبغ الهجوم الإيراني بصبغة معاداة السامية لعل يعيد التعاطف العالمي لليهود في خضم المجازر التي ترتكبها إسرائيل وتلطيخ سمعتها، وإن كانت البوادر الأولية لم تأت أكلها بل لازال المجتمع الدولي يوجه انتقادات لاذعة وقوية للأعمال العدائية والدموية بحق أهل غزة، وتجلى ذلك بالمظاهرات الطلابية التي اجتاحت العديد من الجامعات الأمريكية ذات الثقل الأكاديمي والعلمي في العالم منها هارفارد وييل وكولومبيا وماساشوتس وغيرها العديد من الجامعات، فالضغط الشعبي على الحكومات الغربية يزداد رغم الدعم اللامتناهي للكيان الصهيوني من قبل تلك الحكومات، إلا أن الاحتجاجات بدت تؤثر ولو قليلاً على مخرجات القرار السياسي الغربي.
وما صرح به مندوب الكيان لدى الأمم المتحدة لخير دليل على نبرة الاستعلاء والتحدي التي تنتهجها حكومة نتنياهو، فوصم مجلس الأمن بمجلس الإرهاب أثناء طرح مشروع الإعتراف بدولة فلسطينية، لا يمكن أن يمر مرور الكرام إذا ما تلفظت به حكومة غير حكومة دولة الاحتلال، واستخدام الولايات المتحدة الأمريكية حق النقض الفيتو لإفشال مشروع الإعتراف بدولة فلسطينية مستقلة متحدية الإرادة الدولية المنحازة للحق الفلسطيني، يظهر بما لا يدع مجالا للشك التنمر الذي تمارسه حكومة نتنياهو على أي دولة تتجرأ وتنتقد أعمالها الإجرامية في قطاع غزة، كما فعلت مع البرازيل وجنوب افريقيا.