الهدف الرئيس من الاصلاح هو تحقيق العدالة الاجتماعية بمفهومها الاشمل والاوسع، بحيث يحصل كل فرد على حقه بما يتناسب مع مؤهله العلمي، وسنوات خبرته، ومخاطر مهنته، لكن السائد ان القلة المحظوظة والمدعومة والمتنفذة استأثرت بالكعكة كلها، وتركت الفتات للاغلبية المحرومة من نعمة الواسطة او المحسوبية او السلالة المترفة من ذوي الايدي الناعمة، والبشرة التي لم تلفحها وهج الشمس، ولازمهرير البرد . من هنا حدث الاختلال، وامتلاءت النفوس بالاحقاد، والسخط على الواقع المعاشي لانتفاء العدالة، وانقلاب الموازين، وغياب الفرص امام المبدعين واصحاب الكفاءات. هذا الخلل كان عنوان المرحلة السابقة حيث تراكمت الاخطاء والخطايا، ونتج عنه الاحباط لدى الخيرين من ابناء الوطن، وساعد في تراكم الترهل الاداري، وضعف الانتاج الوظيفي.
تصريحات دولة الرئيس البخيت الاخيرة بخصوص هيكلة الرواتب في مؤسسات الدولة كافة اعتبرها الغالبية العظمى من موظفي الدولة، صرخة ضد الظلم ، واعادة الحقوق لاصحابها ، ورد الاعتبار لمن اهدروا حياتهم في الوظيفة تحت شعار" خبزكم كفاف يومكم". وانطلاقا من العدل اساس الملك فان الجميع يشد على يدي الرئيس في تجسيد هيكلة الرواتب، الذي اصبح حديث الناس وغطى على الاحداث، خاصة تلك الرواتب الخيالية التي يقبضها بعض الموظفين في المؤسسات والدوائر المستقلة، وهذه الرواتب غير موجودة في الدول النفطية ولا الصناعية. دولة الرئيس يضغط باتجاه ضبط الانفاق وبالمقابل هناك رواتب من خمس خانات كبيرة، فيما اساتذة الجامعات والمتقاعدين من كبار القضاة والعسكريين والمدنيين القدامى يعانون الامرين بعد ان بلغوا ارذل العمر، ممن افنوا شبابهم في خدمة الوطن. ما يشق على النفس ويؤذي المشاعرويجرح الانتماء ان نرى بالمقابل اشخاصا تخطوا زملائهم،وحصلوا على امتيازات وظيفية لانقول دون وجه حق ولكن قفزوا على رقاب الآخرين.
وبعد،،، السؤال الذي يدور في الشارع باي حق يستولي المتنفذون ومن هم على شاكلتهم على الوظائف الحكومية وهم جالسون في بيوتهم يحتسون القهوة او ربما في المقاهي وهم يدخنون الاراجيل ، ولم يكلف احدهم عناء تعبئة طلب في ديوان الخدمة هذا ان عرف كيف يملء استمارة التوظيف.في السياق ذاته يستولي متنفذون اخرون على 24 الف وظيفة ذهبية في المؤسسات المستقلة والتي استولى علي وظائفها ابناء طبقة " الكريما " في الاردن من المتنفذين والبرجوزازيين وابناء الذوات اذ ان راتب حامل شهادة البكالوريوس في هذه المؤسسات يعادل راتب امين عام او مدير عام في وزارات الدولة ومؤسساتها المتعددة، فيما اصحاب الحق فيها يتضورون جوعا هم وعائلاتهم والارقام الموثقة والمؤرشفة على حواسيب ديوان الخدمة المدنية تشير الى ان اعداد مقدمي طلبات التعيين يتجاوز ( 200) الف طلب ، وديوان الخدمة المدنية في احسن السنوات " السنوات الكبيسة" لا يستطيع ان يعين اكثر من ( 7 %) من مقدمي هذه الطلبات .
مسك الختام: الحراك الاصلاحي الذي يقوده دولة البخيت بتوجيهات من سيد البلاد جلالة الملك الباني لامس مشاعر الناس كافة،وحاز على رضاهم لان كل صاحب حق سيأخذ حقة ،ولامكان بعد اليوم لظلم احد او مظلمة تلحق بأسرة اردنية،فالكل اردنيون يتساوون في الحقوق والواجبات،فالوطن الذي يسوده العدل سيعم فيه الخير والرخاء،ويباركه الله من سابع سماء.
ohok1960@yahoo.com
اكاديمي، تخصص علم اجتماع