مرت يوم أمس ذكرى وحدة الضفتين، الوحدة العربية الوحيدة التي صمدت من عام 1950 حتى صدور قرار فك الارتباط 1988.
اعترفت بوحدة الضفتين أربع دول هي بريطانيا والباكستان والمملكة العراقية الهاشمية وأميركا التي كان اعترافهما مشروطا باستثناء القدس من الوحدة !!
وردا على وحدة الضفتين، حاولت مصر وسوريا ولبنان والسعودية طرد الأردن من الجامعة العربية، لكنها فشلت بسبب رفض إمام اليمن وملك العراق !!.
لقد ظل الإعلام الصهيوني يسمي وحدة الضفتين «الاحتلال الأردني». وردد الإعلام العربي المعادي للوحدة، مصطلحات مثل «الوحدة الإلحاقية»، الضم، الاحتلال !! وردد هذه المصطلحات الشعوبيون الاقليميون الفلسطينيون، بحجة ان هذه الوحدة شطبت اسم فلسطين، الذي لا يمكن ان يشطب !!
ما تزال هزيمة حزيران، التي فصلتنا عن الضفة جغرافياً، تقطع من لحمنا، فالعدو الإسرائيلي يحتل كامل فلسطين، ويمعن في تطبيق جدلية التوسع بالحرب والاستيطان بالقوة، مستنداً إلى، ومعززاً التمزق والصراع السياسي والعسكري الطاحن في اليمن وسوريا وليبيا والعراق ولبنان، التي كانت إيران أبرز محركات إدامته !
لقد وفرت التوسعية الامبراطورية الفارسية، بعض الأسباب لدول الخليج العربي، للتحول الإستراتيجي، والخروج شبه النهائي من الصراع العربي الإسرائيلي والدخول شبه الكامل في الصراع الخليجي-الفارسي، وتحويل قسم كبير من مداخيلها إلى شراء السلاح من المجمع الصناعي العسكري الغربي بمئات مليارات الدولارات.
كان جهد الدول العربية منصباً على مواجهة عدو واحد، هو العدو الصهيوني، طيلة الفترة الممتدة من سنة 1948 حتى قيام ثورة الملالي الفارسية سنة 1979.
وقد نجحت ثورة الملالي نجاحاً باهراً في شراء عداء العرب عامة ودول وشعوب الخليج العربي خاصة.
فقد قسمت الأمة العربية، إلى دول تواجه إسرائيل ودول تواجه إيران. فخف الضغط على إسرائيل التي يزعم نظام الملالي انه يستهدفها !!
لا يحسبون ان المستقبل متحول، ومن صميم تحولاته، وأبرزها، طوفان الأقصى، الذي جاء رداً طبيعياً على الاحتلال الإسرائيلي.
وحالة القوة والغطرسة الإسرائيلية الإيرانية المتحولة الراهنة.
وحدة الضفتين الأردنية والفلسطينية، هي الوحدة الأكثر عمقاً وصدقاً، والقابلة للتجدد، قبل كل فرص الوحدات العربية.
الدستور