بفخر يطاول السحاب زهواً ونشوةً، وبمحبةٍ راسخة رسوخ الجبال الراسيات، وبفرحٍ يغمر عبيره الأرجاء، وبوجوه مستبشرة ناظرة، التقى صاحب الجلالة الملك المفدى أبا الحسين وصاحبة الجلالة أم الحسين بأبناء محافظة مادبا المحافظة الإنموذج في التنوع والتعايش والتأزر والتعاضد والتراحم، ضمن جولاته بين محافظات ومدن المملكة بمناسبة اليوبيل الفضي لتسلّم جلالته سلطاته الدستورية، نهجٌ يعكس فلسفة الحكم الهاشمي الرشيد القائمة على العدل والرحمة الهادف إلى منح الإنسان ما يليق به من حقٍ وكرامة.
ربع قرن من الإدارة الوازنة الحكيمة الساعية إلى الإرتقاء بالأردن وابنائه نحو مزيد من التقدم والرفعة في مختلف المجالات والمسارات، مسيرة مستمرة من البناء والنماء والتطوير والتحديث يقودها جلالة الملك بعزيمة واصرار ورؤية تستشرف الغد.
لقاء جلالة الملك وحديثه يعكس الرؤية الملكية المؤمنة بالإنسان الأردني القادر على صُنع الفرص والإفادة منها ليعم خيرها ولتُحدث الأثر الإيجابي النافع، والمدركة لما يكتنزه الأردن ويتمتع به من خصائص طبيعية وسياحية تجعل منه البلد المنتج الصاعد بخطى واثقة، رغم ما يحيط به من تقلبات دولية ذات أثر مباشر على اقتصاده وموارده إلا أن السياسة الحكيمة لجلالة الملك والتي توازن بين مصالح الأردن وقدراته وواجب العروبي والإسلامي والتزاماته الدولية استطاعت أن تصنع منه البلد الإنموذج المنافح عن فلسطين القضية الأولى للأردن قيادة وشعبا وظهر ذلك جليا في الموقف المشرّف الذي يقدمه الأردن منذ انطلاق العدوان الغاشم على غزة هاشم وجهده الدبلوماسي الملفت لإنهائه وتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني ونصرته بشتى الطرق و الوسائل.
اللقاء بصاحب الجلالة في جبل نيبو صاحب المكانة التاريخية والجغرافية المٌطلّ على فلسطين بوصلة السياسة الأردنية وقضية الهاشميين الأولى والتكريم الذي حظي به ثلة من أبناء محافظة مادبا لقاء ما قدموه من ادوارٍ اقتصادية وصحية وتعليمية كلٌ وفق امكاناته وقدراته هو رسالة الأردن المعنونة بالإنجاز المستند إلى الدعم الملكي المستمر الذي يعزز في ابناء الوطن قيم المواطنة الفاعلة المنتجة، والمتمسكة بثوابتها تجاه الوطن وقيادته ونهجه القويم.
حفظ الله وطننا الغالي حرا منيعا وأدام مليكه مكللا بالعز والفخر.