تأكيدا لفشل العدوان العسكري الاسرائيلي على قطاع غزة، في تحقيق اي هدف من الاهداف التي وضعتها حكومة الاحتلال للحرب ،تزامن مرور مائتي يوم على بدء هذا العدوان الهمجي البربري الصهيوني على القطاع ،مع تقديم عدد من كبار المسؤولين العسكريين والامنيين الصهاينة ،استقالاتهم من مناصبهم بسبب الاخفاق والاختراق الذي لحق بهم في السابع من اكتوبر الماضي،وعمليات الاستقالة التي بدأت في اليوم المئتين للعدوان،ما تزال تتدحرج وكرة الثلج تكبر، لتشمل اعدادا كبيرة من كبار المسؤولين والضباط والرتب العالية من العسكريين والامنيين في جيش الاحتلال النازي،بسبب فشل المؤسستين العسكرية والامنية الصهيونيتين امام هجوم السابع من اكتوبر، وفشلها ايضا في تحقيق اي هدف او انجاز في الحرب الصهيونية المجنونة على قطاع غزة .
وضعت حكومة الاحتلال العنصرية الفاشية ،بالتعاون الوثيق والتنسيق المباشر، والشراكة العملية مع الولايات المتحدة الامريكية ،عدة اهداف للحرب على قطاع غزة ،اهمها وابرزها ،القضاء على المقاومة الفلسطينية في القطاع قضاء تاما،وتحرير الاسرى الصهاينة الذين وقعوا في الاسر وما يزالون في ايدي المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة ،واقامة منطقة عازلة بين القطاع وغلافه ،والهدف الاهم والاستراتيجي ترحيل سكان قطاع غزة الى خارج القطاع وخارج فلسطين كلها.
حتى الان ،وبعد مرور مائتي يوم على بدء الحرب التي لم يشهد لها التاريخ مثيلا في الشرق الاوسط ولا في العالم ،من حيث العنف والدمار واعمال القتل والابادة الجماعية ،وتدمير كل اسباب الحياة في القطاع وجعله ارضا محروقة غير قابلة للحياة ولا للعيش ،لم يحقق العدوان الاسرائيلي الامريكي على الشعب الفلسطيني اي هدف ولا اي انجاز ولا اي نجاح يمكن ان يعتبره الصديق والعدو بأنه منجز ،فالمقاومة اشد ضراوة وقوة ،والاسرى في قبضتها والشعب الفلسطيني صامد في ارضه رغم كل الخسائر والدمار والتمويت ،وغزة تحت سيطرة المقاومة ،وجيش الاحتلال يمنى بهزائم يومية ،وخسائر فادحة جدا لم يتوقعها هو وحلفاءه،في العتاد والمعدات والارواح والاصابات ،والقادم لهم اسوأ.
من اهم نتائج هذه الحرب حتى الان،انها كشفت الوجه الحقيقي الاجرامي للولايات المتحدة الامريكية ،وعدائها المطلق للشعب الفلسطيني والامتين العربية والاسلامية، والضعف والوهن الذي يصيب كيان الاحتلال الغاصب لفلسطين،وانه كيان كرتوني لا يمكنه الاستمرار والصمود دون المساعدات الامريكية والغربية ،واظهرت قوة وصلابة وصمود الشعب الفلسطيني ومقاومته الاسطورية،كما كشفت امور كثيرة اخرى.
اكدت الحرب على غزة،ان زوال الاحتلال الصهيوني اصبح اقرب من اي وقت مضى ،وان المليارات الضخمة التي تضخها الولايات المتحدة الامريكية للكيان المحتل،كمساعدات عسكرية وامنية واقتصادية لن تنقذه ولن تحميه من الهزيمة والزوال.
فقد بلغ حجم المساعدات الامريكية الطارئة المعلن عنها للكيان،خلال الاشهر الستة الماضية ،اكثر من ستين مليار دولار،هذا غير المساعدات المقررة اصلا ضمن برنامج معروف،ومثل هذا الرقم الى اوكرانيا ،وحوالي ثمان مليارات الى تايوان،لاحظوا كيف تركز الولايات المتحدة على تمويل بؤر التوتر في العالم بسخاء منقطع النظير،للابقاء على نيران الحروب والفتن مشتعلة ومتقدة،فهذه الدولة المارقة المجرمة التي تحكمها عصابات من القتلة المجرمين،لا يمكن ان تعيش الا في آتون الحروب خارج اراضيها ،لتقتيل شعوب العالم بسلاحها واموالها التي تستولي عليها من ثروات ومقدرات الشعوب الاخرى في العالم .
في الشرق الاوسط ،لا يعني الولايات المتحدة الا اسرائيل وقوتها وسيطرتها على الاقليم بأكمله،ولا تجد حرجا في ابادة الشعب الفلسطيني ،وهي تقوم الان بذلك فعليا،من اجل استمرار وبقاء الكيان الغاصب المحتل قويا مسيطرا، ومن اشكال ارهابها المراوغ والمخادع ،الدعوة الى اقامة دولة فلسطينية والاعتراف بها كحل دائم يضمن الاستقرار والامن في المنطقة،وبعد ساعات استخدام حق النقض الفيتو، ضد مشروع قرار اممي يدعو للاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة ومنحها عضوية كاملة في الامم المتحدة ،فهي بذلك تطلقِ رصاصة الرحمة على عملية السلام الكاذبة ،بعد ان حفرت لها ودفنتها بمعاولها.