ضجة على تعيينات الدبلوماسيين
ماهر ابو طير
06-04-2011 04:20 AM
اثارت التعيينات الاخيرة في السلك الدبلوماسي،غضباً كبيراً،مابين من يعترض على الاسماء،وذاك الذي يعتبر الضجة مفتعلة وكيدية،ممن لم يحصلوا على وظيفة ملحق دبلوماسي.
التعيين في وزارة الخارجية جاذب لكثيرين،لان وظيفة الملحق الدبلوماسي،مغرية،في امتيازاتها من الجواز الدبلوماسي،مروراً بالراتب في حال العمل في بعثة دبلوماسية،وليس في المقر،بالاضافة الى خدمة الاردن،والخبرة الهائلة التي يكتسبها الدبلوماسي.
يتم الاعلان عن وظائف الملحقين في الصحف،ويخضع المتقدم الى عدة امتحانات شفهية وتحريرية ومقابلات،وهناك على ماهو مفترض معايير يتم وضعها،وهي معايير باتت اصعب خلال السنوات الماضية.
صعوبتها تتطابق مع معايير عالمية،لكنها في رأي من يشككون تعود الى رغبة الخارجية الاردنية بحصر التعيينات في طبقة سياسية واقتصادية معينة،تلقت تعليماً مختلفاً عن بقية الاردنيين.هذا رأي مطروح.
الخارجية هنا لاتمارس الفرز الطبقي،لكنها تقرر مسبقاً ابناء اي طبقة سيتقدمون الى هكذا وظائف معاييرها لاتنطبق الا على عدد محدود.
التعيينات الاخيرة التي تم الاعلان عنها اثارت ردود فعل واسعة،ويقول المعترضون ان اغلب الذين يتم تعيينهم إما ابناء سفراء او مسؤولين سابقين،ويعتقد هؤلاء ان التعيينات تمت بسبب العلاقات الشخصية .
مسؤولو الوزارة ينفون هذا الكلام ويقولون: إن هناك لجنة ومعايير تم وضعها،وان المجموعة التي تم اختيارها خضعت لاختبارات متعددة،ولايعني كونهم ابناء مسؤولين سابقين او لهم صلة قربى بمسؤولين،حرمانهم من التقدم لهكذا وظائف.
تقرأ في الايميلات الموزعة وفي «حملة الغضب» على هذه التعيينات كلاماً من قبيل ان الوظائف ذهبت للذوات وابناء الذوات وان الاردني الذي ليس له واسطة،لم يحصل على هكذا وظيفة،معتبرين ان كل القصة تكريس لمبدأ التوريث في كل شيء.
نقطة الضعف تتعلق بالمقابلة،لان المنتقدين يعتقدون ان التحكم بالعلامات يأتي وفقاً للتقييم المسبق وليس لقدرة الشخص الفعلية الذي يتقدم للوظيفة،وهذا كلام مهم،لكنه لاينفي اهمية المقابلة لانها تؤشر على شخصية الذي يطلب وظيفة الملحق الدبلوماسي.
السلك الدبلوماسي،لايرضي احداً،فلا الجاليات الاردنية راضية عن اغلب السفارات،ولا الدبلوماسيون العاملون راضون على اختطاف موقع «السفير»من خارج السلك الدبلوماسي،ولا على رواتبهم،ولا المتقدمين لطلبات الملحق الدبلوماسي يثقون بالنتائج.
هذه مشاكل تاريخية في وزارة الخارجية ولاترتبط بعهد وزير محدد،لان الدولة تعاملت تاريخياً مع الخارجية باعتبارها غرفة خلفية،سياسياً ومالياً،مقابل السياسة الخارجية التي تدار عبر مؤسسات اخرى.
تتأمل اسماء الفائزين واذ بهم ابن سفير سابق،وابن اخ وزير خارجية سابق،الى اخر القائمة،ولايعيب الانسان ان يكون والده مسؤولا سابقاً او عاملا مادام هذا الشخص ُمتعلماً ومؤهلا للفوز بوظيفة،اذ ليس مطلوباً معاقبته على تفوقه اذا كان والده مسؤولا سابقا او حاليا.
كل القصة تتعلق فقط بمعايير الامتحانات،وهل تدخلت الواسطة والمحسوبية والعلاقات الشخصية،والمكالمات،والاختيار المسبق،لقبول فلان وتجاوز فلان؟هذا مانريد ان نتأكد منه ونعرفه،حتى تزول شبهة توريث الذوات في هذه القصة.
ليس اسوأ من الشعور بالشك والارتياب وعدم العدالة!!.
mtair@addustour.com.jo
(الدستور)