لم يعد يفصلنا عن عاصفة الانتخابات سوى باع او ذراع، احدهم منشغل هذه الأيام بتجميع اركان بيانه الانتخابي والعبارات الاساسية التي سوف يطبعها فيه، يتفحص حاليا رزمة من بيانات سابقة لملمها من هنا ومن هناك، واستعان بالانترنت وببعض ذاكرته ايضا، واستطاع لغاية الان التقاط جمل مناسبة وضرورية، منها مكافحة الفقر والبطالة،دعم الجيش والاجهزة الامنية، فلسطين قضيتنا الاولى، حرية الراي، تمكين المرأة،والشباب، الوحدة الوطنية، وهو سعيد بهذا الانجاز الذي حققة في المرحلة الاولية، بيد انه يرى ان علية بذل المزيد من الجهد للعثور على فقرات تجميلية اخرى ،وقد تمكن من انتقاء مجموعة جيده منها لتوسعه قاعدته الشعبية.
مثل، لقد طوقتم عنقي.. وددت لو اصافحكم فردا فردا،اهلي وعزوتي،اعزائي، المنابت والاصول، تنمية المحافظات،انشادكم، مكافحة الفكر المتطرف، عدم رفع الاسعار، وهو يؤكد انه ما كان ليقدم على هذا الفعل الانتخابي لولا سعيه لرضى الله، وخدمة الوطن والناس وليس له مآرب شخصية اخرى.
بقي عليه التفكير في الاليه التي سيظهر من خلالها على الملأ لاعلان نباء تقدمه للانتخابات، والملابس التي سوف يرتديها، وموقع المقر الانتخابي، ومصادر تمويل الحملة الانتخابية، وكيفية مواجهة الخصوم. والتغلب على مشكلته الاساسية في اعداد سيرته الذاتية المتواضعة ورفع سويتها، وصياغتها بما يجعلها تدفع الناس وتوجههم صفا صفا نحو صناديق الاقتراع لاختياره هو بالذات دون بقية المرشحين.
رصدت له - والحق يقال- تحركات جاذبة لانتباه الناس تصب بذات الاتجاه الانتخابي... أولم مره ،وكرر زيارته لبعض المكاتب. وقابل اشخاص، وقام بتفعيل واجبات العزاء، عاد مرضى، وهنأ ناجحين. وكثير من رسائل العيد السعيد، وتكثيف تلبية دعوات الاعراس، وزياد الطلعات الاجتماعية لاجراء عملية جس نبض مسبقة لاستطلاع الاراء، واستكشاف موقفهم من الاحداث الكبرى الجارية، وماذا يقولون بشأن الاوضاع الداخلية المؤرقة.
لكن يؤكد عارفوه ان لا شيء يشغله من كل هذا سوى فقرات البيان الانتخابي، ويعول عليها، وهو يعتقد انها سبيله الوحيد للنجاح ، اضافة لاستكمال السيرة الذاتية التي يحاول بعناء اتمام سطرا واحدا فيها، فيشعر احيانا بالعجز فيقلل من شأنها، ويقنع نفسه ان لا قيمة انتخابية لها بالمقارنة مع محتويات نص البيان.
زبدة الكلام انه لغاية الان هو وحده يعتقد انه سيفوز بالانتخابات . لكن قد تلعب التداخلات لعبتها فتبدل الاحوال ويحقق الفوز.