الإعلام وتعزيز حقوق الإنسان
د. نهلا المومني
21-04-2024 12:51 AM
تبنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) في العام 1978م إعلانا حول المبادئ الأساسية الخاصة بمساهمة الإعلام في دعم السلام والتفاهم الدولي وتعزيز حقوق الإنسان ومكافحة العنصرية والفصل العنصري والتحريض على الحرب.
وقد جاءت هذه المبادئ وفق ما أشارت إليه ديباجة هذا الإعلان تأكيدا على قرارات دولية سابقة أشارت إلى دور ومساهمة وسائل الإعلام في تعزيز التفاهم والتعاون على الصعيد الدولي خدمة للسلام ولرفاهية البشر ومناهضة الدعاية المؤدية للحرب والعنصرية والفصل العنصري والكراهية بين الأمم.
ومن هذا المنطلق جاءت المادة الأولى من الإعلان لتؤكد أن دعم السلام والتفاهم الدولي وتعزيز حقوق الإنسان ومكافحة الفصل العنصري والتحريض على الحرب يقتضي تداول المعلومات بحرّية ونشرها على أوسع نطاق وبصورة متوازنة، وأنه على قدر ما يعكس الإعلام شتى جوانب الموضوع المعالج يكون الإسهام فعالا.
كما أكد الإعلان ذاته ضمان حصول الجمهور على المعلومات عن طريق تنوع مصادر ووسائل الإعلام، مما يتيح لكل فرد التأكد من صحة الوقائع وتكوين رأيه بصورة موضوعية في الأحداث، ولهذا يجب أن يتمتع الصحفيون بالحرية اللازمة، وأن تتوفر لهم التسهيلات الممكنة للحصول على المعلومات. وفي الوقت ذاته يتوجب على وسائل الإعلام أن تسهم في تعزيز حقوق الإنسان عن طريق إسماع صوت الشعوب المقهورة التي تناضل ضد الاستعمار والاحتلال وجميع أشكال التمييز العنصري والقهر، والتي يتعذر عليها جعل صوتها مسموعا في بلادها.
في الواقع يأتي الحديث عن إعلان المبادئ الخاصة بإسهام وسائل الإعلام في دعم السلام والتفاهم الدولي وتعزيز حقوق الإنسان في ظل العديد من النماذج الإعلامية العالمية التي شهدنا تغطيتها لما يحدث من عدوان على أهلنا في قطاع غزة، وما مارسته من قلب للحقائق والتحيز في نقل المشهد العام لصالح دولة الاحتلال، والمساهمة في نشر معلومات وأخبار زائفة من صنع دولة الاحتلال وترويجها على أوسع نطاق وغير ذلك من ممارسات إعلامية اتسمت بعدم التوازن والابتعاد عن الموضوعية، لا بل تحمل في طياتها تحريضا على مزيد من العدوان والانتهاكات بحق أهالي قطاع غزة.
في الوقت ذاته وفي خضم هذه الممارسات الإعلامية لا بد من الإشارة إلى الإعلام الأردني ووقوفه إلى جانب نقل الحقيقة بشتى السبل خلال العدوان على أهلنا في قطاع غزة والذي ما يزال مستمرا، لا بد من التأكيد أن الإعلام الأردني سخّر إمكانياته جميعا لإيصال صوت الحقيقة والمساهمة في وقف هذا العدوان، وهو الأمر الذي ما كان ليكون لولا موقف الدولة الأردنية الواضح والصريح والمباشر محليا وإقليميا ودوليا فيما يتعلق بهذا العدوان، هذا الموقف الذي قاده الملك عبدالله الثاني الذي لعبت خطاباته ومواقفه التي تداولها ونقلها الإعلام الإقليمي والعالمي على حد سواء دورا مفصليا في إيصال الحقائق بشأن غزة وأهلها.
الغد