من هي أقوى دولة في الإقليم؟
شحاده أبو بقر
21-04-2024 12:43 AM
من دون مبالغة أو إستحضار لمقولة كل بأبيها معجبة، فلو طبقنا القياس وإستعدنا تاريخ مائة عام مضت، وسألنا عن الدولة الأقوى في الإقليم، لوقفنا أمام حقيقة تقول بأن المملكة الأردنية الهاشمية، هي تلك الدولة بلا منازع.
وكيف ذلك؟.
الجواب، هو أن مملكتنا جارة الشقيقات فلسطين وسورية والعراق حيث مناطق الحروب والتوتر والصدام واللجوء الذي لم ينقطع حتى يومنا هذا، صمدت وتحملت معظم التبعات لذلك الواقع، وخرجت من كل ذلك أكثر قوة ووحدة وصلابة.
يضاف إلى هذا، حجم المؤامرات التي واجهت الأردن منذ تأسيس الدولة، والتي انكسرت جميعها أمام وحدة شعبنا وترابطه الوجداني والإيماني مع العرش الهاشمي باعتباره مرتكز بنيان الدولة، فضلا عن نقاء وقوة عقيدة جيشنا وقوانا الأمنية من جهة، وحرص كل مواطن سواء أكان في الأغلبية أو المعارضة، على أن يبقى الأردن آمنا مستقرا سالما من أية فوضى قد تلحق الضرر بالجميع وبلا إستثناء لأحد، من جهة ثانية.
الأردن هو البلد الذي سعى ونجح لكي يبقى دوما دولة ب (صفر) خصوم، ودولة تلتزم بالقانون الدولي وبميثاق الجامعة العربية وسائر المنظمات الدولية حتى ونحن نرى تنكر دول كبرى لهذه الثوابت التي يفترض أن تكون بوصلة السلوك والمواقف لسائر دول العالم.
الأردن لم ولن يكون يوما دولة مارقة أو فاشلة، لا بل يقول رأيه في كل حدث إقليمي أو عالمي، ومنطلقه في ذلك، هو الوقوف مع الحق والعدل ورفض الظلم، ولهذا فقد حظي بإحترام العالم كله شرقه وغربه وشماله وجنوبه على حد سواء.
الأردن لم يتآمر يوما على أحد، برغم ما واجه من مؤامرات وتطلعات غيرمشروعة، ولم يقابل الإساءة من أحد بمثلها، بل دفع بالتي أحسن دائما.
الأردن هو أول وأكثر وأكبر من وقف ويقف مع الشعب الفلسطيني الشقيق في مصيبته بهذا الإحتلال المجرم، وهذا واجب مقدس نحو فلسطين وشعبها الشقيق المظلوم جراء نفاق دولي يغض الطرف عن هذا الظلم الممتد لأكثر من ثلاثة ارباع القرن.
والأردن ووحيدا أول من قدم الشهداء والمصابين دفاعا عن المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف، وهو من يرعاها ويخدمها والوصي الهاشمي المدافع عنها ضد محاولات التهويد وطمس معالمها العربية والإسلامية.
الأردن هو من رفض إحتلال الكويت الشقيقة عام ١٩٩٠، و هو من نادى بالحل العربي الذي كان يمكن أن يجنب العرب جميعا، شرورا كبرى ما زلنا والعرب والعراق الشقيق معنا نعانيها حتى يومنا هذا.
الأردن حاول وما زال بناء علاقات طبيعية مع سورية والعراق وحتى مع إيران ولمصلحة كل العرب، ومؤكد أن الجميع يدركون ما هي المعيقات الخارجة عن إرادة الأردن البريئة التي تريد الخير للجميع.
الأردن هو البلد الوحيد الذي أخذ على نفسه الدفاع عن قضية فلسطين داعيا ولعقود طويلة وعبر كل المنابر واللقاءات الثنائية والدولية لرفع الظلم عن كاهل الشعب الفلسطيني الشقيق، وحقه الأبلج في إقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشريف، مثله مثل سائر شعوب العالم.
الأردن وبرغم خروجه منكسر الخاطر من حرب عام ١٩٦٧ والتي كانت أشبه ما تكون بفزعة غير معد لها. هو من مرغ أنف العدو بعد أقل من تسعة شهور منها بالتراب في معركة الكرامة عام ١٩٦٨، وأعاد للعرب شيئا من كرامتهم.
الأردن صاحب مبادئ يناور سياسيا ويزن موازين القوى جيدا ويرفض التنازل عن المبدأ مهما كان الثمن، ولا يخشى في الحق لومة لائم.
الأردن، نعم يبني علاقات صداقة وتعاون مع دول كبرى هو بحاجة لها من أجل مصالحه الاستراتيجية الوطنية ومن أجل مصالح الأمة كلها، وبالذات قضية فلسطين، وهذه دول تجاملها وتتقي شرورها دول العالم كله، بإستثناء ربما دولة واحدة على هذا الكوكب.
الأردن ليس قويا ماليا أو إقتصاديا وليس دولة عظمى بمقاييس عالم اليوم المنفلت من عقاله، لكنه قوي وبحمد الله، بالإرادة القوية، وبالمبادئ النظيفة، وبتلاحم الشعب مع القيادة، وبنقاء سريرته، وصفاء نياته، وبجاهزية شعبه كله ونخوته الصادقة للتضامن مع كل عربي وكل مسلم يلحق به حيف.
لهذا ولكثير غيره، الأردن هو أقوى دولة في الإقليم كله، ولهذا أيضا هو محسود ومستهدف من أصحاب الأجندات الآتية من خلف الحدود، وهذا ليس بالأمر المستجد أو بالجديد أبدا.
أيها الأردنيون الأحبة من كل طيف، احبوا بلدكم أكثر. وقفوا معه. ولا تسمحوا لثغرة ينفذ منها ماكر ظالم، وتشبثوا بوحدتكم الوطنية، وانبذوا أي متنكر لها بوعي أو بغير وعي، ولا تحملوا بلدكم فوق طاقته، كي يبقى قويا لا بل هو الأقوى، وثقوا أن الله مع الأردن، ومن كان الله معه، فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون.
الأردن اليوم، بحاجة إلى حراك سياسي اقتصادي اجتماعي قوي شامل بمشاركةالجميع، وسترون انه الأقوى حقا لا زيفا ولا إدعاء..
الله من أمام قصدي.
الرأي