الأردن في مواجهة الحلم الإيراني البائس
د. عاكف الزعبي
20-04-2024 12:07 PM
في غياب الدور العربي الرسمي، وتداعي موقف الدولتين العربيتين الكبيرتين، علق الفلسطينيون وقضيتهم بين إسرائيل العدو الاستراتيجي الوجودي، وايران الزاحفة بمشروعها التوسعي لملأ الفراغ العربي في الإقليم، وكسب مزيد من النقاط في منافسة إسرائيل على النفوذ الإقليمي.
فلسطين والأردن شقيقها التوأم هما الآن وإلى حد كبير يكادا أن يكونا وحيدين معاً في مواجهة إسرائيل العدو القائم وايران الخصم القادم والماضي في مراكمة خصومته بجهود محمومة للسيطرة على المزيد من العواصم العربية ووضعها تحت جناحيها بعد أن ظفرت حتى الآن بأربع عواصم منها.
بعد هيمنة ايران على سيادة وأنظمة الحكم في لبنان وسوريا والعراق واليمن بشرائح مذهبية داخلية، بات الأردن الذي يقف على حدود فلسطين المحتلة وبقرب الكيان الصهيوني المحتل هو الهدف القادم لإيران تحلم بمصادرة قراره لصالح مشروعها الذي تروج له بشعارات وخطابات شعبوية حول محاربتها للشيطان الأكبر وسعيها للقضاء على إسرائيل.
الأردن بنهجه السياسي الواعي، والحضور التاريخي الحافل لقيادته وطنياً وقومياً ما زال يسير حتى اليوم على ذات النهج الحصيف لقيادته الذي حافظ على الأردن وطناً مستقراً وآمناً، ونظاماً سياسياً معتدلاً ومنفتحاً على العالم وضع الأردن وقيادته في موقع محترم وبصوت مسموع على الصعيد الدولي.
العالم العربي بغنى تام عن نموذج النظام السياسي الإيراني البائس كنظام ديني عقائدي سياسي في القرن الحادي والعشرين. وبغنى عن نظرته المذهبية الذي يرى نفسه فيها وصياً على الشيعة في الدول العربية، ويحتقر تجارة المخدرات كواحد من أدوات الضغط على الأردن.
الأردن الرسمي والأردنيون يرون بأم أعينهم تنامي الديمغرافيا الإيرانية في سوريا، وهيمنة المليشيات المتشيعة لإيران على الحياة العامة والسياسية والأمنية في العراق، ومصادرة حزب الله للدولة في لبنان، وسيطرة الحوثيين على الدولة في اليمن. ويتذكرون الحفنة المذهبية التي حملتها الدبابات الأمريكية إلى بغداد ثم قامت بالانسحاب من العراق لتسليمها مقاليد الحكم. وهي حفنة من بقايا حزب الدعوة المشؤوم الذي كان يقود على عقود حرباً مذهبية داخل العراق لصالح ملالي طهران.