facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




حُلم الضاحية الأردنية


فيصل سلايطة
20-04-2024 11:41 AM

لفتني خبر غريب لتجمع شباب لبنانيّ أمام السفارة الأردنية في لبنان في منطقة بعبدا ، للتعبير عن غضبهم من اسقاط الأردن للمسيّرات الايرانية التي اخترقت مجاله و سماءهُ مؤخرا.

ذهبت فورا لمحرّك البحث "جوجل" و كتبت حرفيا (لبنانيون يتظاهرون أمام السفارة الايرانية في بيروت) و لم أجد سوى خبرا قديما عمره أكثر من عشر سنوات ، عندها ادركت أن بيروت تعافت منذ العام ٢٠١٣ من تبعية طهران ، و لا حاجة لشعبها للتظاهر، أي أن آخر مرّة تظاهر فيها اللبنانيون أمام سفارة ايران كما سجّل جوجل كانت منذ عشر سنوات ، و لم يصب عاصمة الجمال "بيروت" أيّ أذية منذ ذلك الحين.

بيروت التي لطالما اسهبت في الكتابة حبّا بها ، تتدهور كل يوم بوتيرة متسارعة ، فأين لبنان سويسرا الشرق اليوم؟
و لمن يجهل سبب وصفها هذا ، فلأنّ بلد الأرز كانت تضاهي سويسرا بأمانها البنكي و قطاعها المصرفي عالي الجودة ، فكان الناس يتفاخرون بحساب بنكي لبناني ، و " ابو زيد خاله" من يسافر إلى لبنان و يتجوّل في شارع الحمرا و يحتسي فنجان قهوة على الروشة...

لبنان اليوم عند هذه الفئة التي لا تعرف معنى السيادة ، هذه الفئة التي أتمنى أن تكون صغيرة و التي ترجم الأردن منذ حمايته المشروعه اخلاقيّا و قانونيّا و دوليّا ، لا تعي معنى أن يكون للوطن جدران ، يظنّون أن الجغرافيا قد تحرج الأردن فقط لأنّ من شرقها سرطان اسمه اسرائيل ، عليها أن ترتهن للاحراج هذا!

و السؤال هنا ، لماذا لم تخاطب هذه الفئة طهران لتسيير المسيّرات من طهران لدمشق لبيروت ، أليست هذه ولايات نظام الملالي؟ لماذا لم تطر تلك الاسلحة البدائية عبر هذه العواصم الثلاث؟ أم أن ايران تريد تقليب الشوارع العربية أو الاردنية ضد الداخل الأردني الرسمي و ذلك لزعزعة الاستقرار و رفد الاردنيين بمسلحين كما أدعت بعض القوى في بغداد؟

و بالعودة إلى محرّك البحث جوجل ، كتبت ايضا نصًّا ، الاردن تساعد لبنان ، فانهالت الاخبار عن طائرات اغاثية أردنية قبل كارثة تفجير مرفأ بيروت و بعدها ، و بالتأكيد بين الاخوة لا يوجد "جمايل " لكن ما أكتبه اليوم هو رسالة لتلك الفئة التي تشيطن الأردن أرضا و قيادة و شعبا ، فايران التي تتحكّم بلبنان تفتح لبيروت و ما يحرق بيروت كل مخازن اسلحتها ، فكم تمنّيت أن أقرأ خبرا لشارع عبّدته طهران ، أو مدرسة انشأتها أو مستشفى ، لا مصلحة لها بها سوى خير اللبنانيين ، على عكس الأردن التي لطالما كانت العون لبيروت في حرائق أو كوارث أو أزمات، و احترمت على مدار عقود سيادته و قراراته.

"على بساط احمدي" طهران منزعجة من عمّان ، و ترى بها عقبة كبيرة أمام مشروعها (بلاد الشام/ايران) فعمان هي العاصمة الوحيدة التي لم يمسسها النفوذ الايرانيّ ، و هذا بالنسبة لطهران حلم قديم جديد ، فمن جهة تريد ضم الأردن لخنق الرياض ، و من جهة تريد توسعا لنفوذها أمام تل أبيب ، ليس تحريرا لفلسطين ، فمن يريد افتعال حرب ، لا ينبّه العدو ، لذلك هذه الفئة التي تتظاهر تريد و تحلم بضاحية جنوبية في الأردن ، كجرحٍ في خدّ عروس ، يريدون واحدة في عمان ، لا للتحرير بل للتدمير ، فهؤلاء لم يدرسوا تاريخ الأردن ، لا يعلمون أن الأردن يصبر و لكن ما أن يستشعر الخطر حتى يحرق الغالي و النفيس لأجل أرضه...و احراشه!

فيا تلك الفئة ، اذهبوا و تظاهروا أمام من دمّر وطنكم ، و فكروا بعقلانية ، ما هو القاسم المشترك بين " دمشق و بغداد و صنعاء و بيروت ؟" اليس هو الخراب الذي لم يحلّ إلّا مع بلاد فارس!





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :