سيناريوهات الحرب الفارسية والصهيونية وأثارها على الإقليم والمنطقة
محمد علي الزعبي
19-04-2024 01:10 PM
لا ترغب إيران وإسرائيل أبدا بإنهاء هذه الحرب التي دفعت حركة حماس اليها دفعا بسيناريو إيراني واسرائيلي بخطط استخبارية وتخطيط مسبق بما يضمن تحقيق رغبات وأهداف التوسع الفارسي وبسط السيطرة الإيرانية ونفوذها في الإقليم ، حيث خططت لإغراق المنطقة في وحل الدماء ، وبما يخدم المشروع الإسرائيلي ، عندما أعطت الضوء الأخضر لحركة حماس باقتحام مستوطنات الاحتلال الإسرائيلي ودعمها لقادة حماس مالياً ومعنوياً ، واستغلال سياسة التخريج ، وإظهار نفسها كدولة ذات نفوذ في المنطقة .
لم تتحلى حركة حماس وقادتها السياسيون والعسكريون بالنظرة السياسية البعيدة التي يتحلى بها الإيرانيون والإسرائيليون ودراسة سياساتهم ونواياهم ، فسقطوا في الفخ كما غيرهم من دول المنطقة ، ودخلوا مستنقعا لا يمكن الخروج منه ، ونجحت إيران بسحب رجل الحركة في غزة وادخالها في حرب عمياء ، بما يحقق الكثير من أهداف ايران وبحرب بالوكالة وبالمجان ، وتطبيق خطة مشابهة لما طبقته على العراق من حصار طويل الأمد واستنزاف ونشاط استخباري موجه للسيطرة ، وكما في سوريا ولبنان واليمن ، دون ان يقتل جندي إيراني واحد ، وغير ذلك الكثير من الفوائد التي لا تجعل إيران في عجلة من امرها لإنهاء هذه الحرب المجانية أو المربحة لها .
نحن أمام إعادة رسم خارطة جديدة في المشهد الاقليمي وحرب اقليمية وعالمية قادمة ، نتيجة السياسات والفكر والتطلعات والنتائج والصراعات والمشادات الايرانية والاسرائيلية ، الساعية إلى الهيمنة والنفوذ في الإقليم لكل منهم ، ولتحقيق المبتغى والأهداف الايرانية والاسرائيلية ، لابد من حمام دم في المنطقة يضمن الوجود الفارسي والصهيوني والوجود العسكري الامريكي ، وكذلك الدور الروسي لديه هذا الأمر مسألة الموت او الحياة التي تحقق أغراضهم ومصالحهم في المنطقة وإيجاد موضع قدم .
كل الدول الإقليمية قررت توجهها وفقاً لمصالحها العليا ان كانت دول عربية او اقليمية ، كذلك الدور الايراني في المحيط التي تناور في محاور عديدة لبسط سيطرتها بوضع اليد ، وخلق حالة وجوديه في قلب الوطن العربي ، وبسط سيطرتها في الساحة العربية من خلال تواجدها العسكري بتشكيل نواه من المليشيات المشبعة بالفكر الايراني في بعض الدول العربية ، بهدف زعزعة الأمن والسلم المجتمعي المنسجم مع القدرة التنافسية للوجود الايراني في دول الاقليم ، وخططها وآلية تنفيذها والتي اباحت بسياستها واستراتيجيتها العسكرية في المنطقة لإسرائيل اجتياح رفح في المرحلة القادمة بهدف تحقيق مآربها في الاقليم .
لا يمكن ان نتجاوز هذه الصراعات في الإقليم وان نتجاهلها ، وما ينتج عنها من اثار مدوية على بعض الشعوب العربية وانعكاساتها الارتدادية على مجريات الحياة السياسية والاقتصادية على شعوب بعض الدول وخصوصاً الاردن ، وستتحمل الاردن اعباء اقتصادية وسياسية واجتماعية نتيجة مواقفها الواضحة والصريحة من حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على الفلسطينيين ، في عهد الاستعمار الجديد للدول العظمى ونتيجة اشهارها للتحركات الايرانية في المنطقة ، ومن خلال تواجد دولة الاحتلال وممارساتها المتوحشة وماكنتها العسكرية المدعومة من كثير من الدول العظمى ، فالسيناريو العالمي اصبح ظاهر بتشكيل شرق أوسط جديد ، من خلال تلك الصراعات العالمية والاقليمية لبسط النفوذ ، المعزز بوتيرة القوة والمتانة في السياسة الاقليمية ، نتيجة الوضع الناشئ من محاولات التهجير والتجويع والسياسة التنفيذية للرؤى الإسرائيلية بإعادة النكبة الثانية للشعب الفلسطيني الاعزل ، تحت إشراف دولي مساند للفكر الإسرائيلي وبدعم إيراني من خلال سياساتها في المنطقة وتعزيز تحقيق اجتياح رفح ومراحل التهجير القسرى لاهل غزة .