تماما يشبه عمليات التجميل الذي تجريه الفنانات والمذيعات والشهيرات «للفنطزة» فقط لا للضرورة . النفخ والتصغير والترقيق والتخريب في غير مكانه ليس وجه الشبه الوحيد بين مشروع الباص السريع وعمليات التجميل ،فهناك وجه شبه ثانٍ وهو ان ما يجري «تجميله» في الحالتين يخص المناطق «الحساسة» والمهمة، وثمة وجه شبه ثالث وأخير وهو استحالة اعادة الوضع السابق الى مكانه في حال لم يركب «الخيال» على وجه «الواقع»..
مشروع الباص السريع الذي شرعت أمانة عمان بالعمل به منذ ما يزيد عن عام، في أكثر (المناطق) حساسية - شارع الجامعة الأردنية- لم يحقق شيئاً سوى المزيد من الازدحامات والاختناقات المرورية طوال الأيام بما فيها الجمع وأيام العطل وأيام الاعتصامات والمسيرات والاضرابات ...ضاق الشارع الضيق في الأصل، وأكلت أطرافه كرمال الباص العجيب، وأصبحت المسارب متداخلة غير واضحة ، لا رصيف ولا موقف خدمات ، اذا تعطلت سيارة أو وقع حادث مروري لا يعرف المتضرر اين يركن سيارته، ناهيك عن ازالة جسور المشاة، مما أجبر المارين الى الجانب الآخر على قطع الشارع بفوضى ممزوجة بالخطر .. ختيارة تركض، سيدة محتشمة تواجه فيضاَ من زوامير الاستهجان ، رجل مهندم يرفع يده للسيارات المتتابعة مثل حكم الساحة..والمشروع ما زال مكانك سرّ.
استغرب من العبقريات التي فكرت وخططت ووافقت وصادقت عليه..ترى قبل ان يدرسوا إمكانية تنفيذ مشروع كهذا هل فكروا في إمكانية نجاحه؟!!...هل درسوا ثقافة التنقل عند الأردني؟ هل يقبل أحدنا ان يضع سيارته في مكان ويمتطي القطار السريع ثم يعود اليها آخر النهار..ولنفترض انه سيذهب الى اكثر من منطقة في العاصمة وبعضها غير مخدوم بالباص السريع..هل يلجأ الى «ألتاكسي» من جديد..سؤال أخير اذا 3 كيلو مترات أخذت عملاً وجهداً ووقتاً أكثر من سنة ونصف ، وتكلفة مالية «واحد وطحشة اصفار» كم سيكلف المشروع لو خدم عمان كلها..
الصيف قادم، المغتربون والسياح سيدقون ابوابنا بعد اقل من شهرين...ترى ما أنتم فاعلون؟.
ahmedalzoubi@hotmail.com
(الرأي)