زيارة الملك للمفرق في يوم العلم وذكرى تأسيس كتيبة أم الجيش
عبدالرحمن عليمات
17-04-2024 05:15 PM
في يوم وطني مميز، وفي إطار من التوازن والتلاقي التاريخي العميق، تشرّفت محافظة المفرق يوم أمس الثلاثاء بزيارة جلالة الملك عبدالله الثاني المعظم، وسمو الأمير الحُسين بن عبدالله، ولي العهد، بمناسبة اليوبيل الفضي لجلالة الملك.
الزيارة الملكية الى محافظة المفرق تزامنت مع اليوم الوطني للعلم الأردني، الذي يحتفل به الأردنيون في السادس عشر من نيسان من كل عام تحت شعار " عَلَمُنا عَالٍ"، ومع ذكرى تأسيس كتيبة الأمير الحسين بن عبدالله الثاني الآلية/ 1 الملكية، التي تحمل لقب "أم الجيش"، كونها أول كتيبة شكلت في القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي، والتي يعود تاريخ تشكيلها إلى 16 نيسان 1941، وكانت بداية طريقة الخدمة العسكرية المشرفة التي قادها الأردنيون في سبيل حماية وتعزيز أمن واستقرار الأردن.
زيارة جلالة الملك إلى المفرق جاءت في وقت يشهد فيه الأردن تحديات إقليمية معقدة وصراعات متعددة الأطراف أكد بشأنها جلالة الملك على أن الأردن لن يكون ساحة معركة لأي جهة وأن حماية مواطنينا قبل كل شيء، وأن أمن الأردن وسيادته فوق كل اعتبار.
جلالة الملك أكد خلال اللقاء على اعتزازه برفاق السلاح المتقاعدين، الذين يشكلون ركيزة قوية لمنتسبي القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي والأجهزة الأمنية في حماية الوطن ومستقبله وقد أتى هذا التأكيد في الوقت الذي أعلنت فيه القوات المسلحة الأردنية ــ الجيش العربي عن استمرار سلاح الجو الملكي في تنفيذ دوريات وطلعات جوية مكثفة لحماية المجال الجوي للمملكة، وفي الوقت الذي تزينت مباني القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية وتشكيلاتها ووحداتها بالعلم الأردني إحتفالاً باليوم الوطني للعلم الأردني الذي يمثل رمزية وطنية تنطوي على معاني الكبرياء والاعتزاز بالراية الوطنية التي حملها الأحفاد عن الأجداد ليبقى الأردن عزيزاً منيعاً.
زيارة الملك، ويوم العلم، وذكرى تأسيس كتيبة أم الجيش، هذه الثلاث مناسبات جاءت في يوم واحد لتشكل مشهد وطني تاريخي تفاعلي يبرز الروح الوطنية والإنتماء والإرادة السياسية في أردننا في ظل التحديات السياسية والاقتصادية التي تواجهها المنطقة، حيث أنه ورغم كل ذلك، بدى للجميع واضحاً أن الأردني يبقى متمسكًا بقيمه ومبادئه ومحبته لوطنه التي لا يعلو عليها شيء، ولا يستنقص منها شيء، ويبني على تاريخه العريق تاريخاً آخر يعكس قوة وقوفه في وجه التحديات.
فالمفرق وتاريخياً كما قال جلالة الملك، تجمّع ما تفرّق، وقد إنعكس هذا التجمّع على الموقف الوطني المشرف تجاه الوطن والقيادة، والوقوف في صف الوطن، وتقديم مصلحة الوطن على أي مصلحة، وهو الموقف الذي تجمّعت عليه المفرق كما تجمّعت كل محافظات ومدن وبوادي وقرى ومخيمات الأردن.
أما أهل المفرق، فقد عكست المقاطع المتداولة على منصات التواصل الإجتماعي لإستقبال جلالة الملك وسمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، مشاعراً ومظاهراً وطنيةً جميلة، فقد إجتمعت المفرق ممثلة بأبناء قبائلها وعشائرها وعائلاتها، وطلبة جامعاتها ومدارسها، وكبارها وصغارها عمراً، بدواً وحضر، ذكوراً وإناثاً، في الطرق التي قرر لموكب الملك أن يسلكها، وما بين الورود التي تطايرت من بركة أيادي حجّاتنا، الى الفرسان الذين امتطوا الخيول، الى الفتيات اللواتي رفعن الأعلام، والى الشبان الذين لبسوا ورفعوا الشماغ الأحمر، وهتفوا جميعهم بإسم الملك، بإسم البيرق، مشاعر أخرى متبادله، تمثّلت بترجّل الملك من موكبه ومبادلة نشامى المفرق السلام والتحية، وقد كان لذلك ما كان من مشاعر ومشاهد ستبقى محفورة ومحفوظة في الذاكرة والتاريخ الأردني.
حمى الله أردننا وطناً وشعباً وقيادة، وأعز الله ملك جلالة الملك.