أمريكا والاتحاد الأوروبي ودول الخليج مطالبة بزيادة الدعم للأردن
م. وائل سامي السماعين
17-04-2024 12:54 PM
الهجوم الجوي الإيراني على إسرائيل من خلال المسيرات والصواريخ الباليستية والتي اخترقت الأجواء الأردنية، وسقوط احدها على الأراضي الأردنية، يدعو الى القلق من تحويل الأردن الى ساحة تصفية حسابات بين إسرائيل وايران، وهذا مرفوض رفضا قاطعا ابتداء من القيادة الأردنية والشعب الأردني، الذي يرفض ان يكون الأردن ساحة تصفيات لأي كائنًا من يكون.
ومن هذا المنطلق وبناء على العلاقات الاستراتيجية بين الأردن والولايات المتحدة والتي تمتد الى اكثر من سبعة عقود ، ونظرا للمخاطر المحدقة بامن المملكة ، فان الولايات المتحدة الامريكية مطالبة اكثر من اي وقت مضى ، على ضرورة تزويد الاردن بالمعدات التكنولوجية والعسكرية الحديثة، وزيادة الدعم المالي ، لتمكيننا من الدفاع عن الحلف الاستراتيجي بين البلدين ، وعن المبادىء والمصالح المشتركة بين البلدين ، وايضا الد فاع عن امن واستقرار المملكة الاردنية الهاشمية ، التي ما زال يحلم الحاقدين في الداخل اوالخارج ، النيل من امنها الوطني وسيادة واستقلال اراضيها . فزيادة دعم الجيش العربي ومنظومته الدفاعية الارضية والجوية ، والاجهزة الامنية كافة ، وتزويدهم باحدث الاجهزة والمعدات، اصبح امرا ضروريا في ظل الاوضاع الغير مستقرة والخطيرة في المنطقة .
وهذه المطالب تنطبق ايضا على دول الاتحاد الاوروبي ودول الخليج لان مصالح تلك الدول ترتبط ارتباط وثيق بالمصالح الاردنية ، فجميعها مطالبة بزيادة الدعم المالي والعسكري للاردن . واما بالنسبة لدول الخليج والسعودية فهي مطالبة بدعم الاردن وخصوصا من الناحية المالية ، لان هذا الطلب في صميمه يدخل في اطار رد الجميل .
ففي اواخر الستينات من الفرن الماضي وبعد الاستقلال ، كانت تقف طلائع الضباط والمدربين العسكريين الاردنيين في دولة قطر الى جانب الاشقاء ، وكان لجهودهم في الجيش والاجهزة الامنية والمخابرات العامة وغيرها ، بالغ الاثر الايجابي في الحفاظ على استقرار وامن وازدهار دولة قطر ، ناهيك عن الدورات العسكرية التدريبية الي كان يرسلها الجيش القطري الى الاردن ، اضف الى ذلك الاطباء العسكريين الاردنيين الذين خدموا في مستشفى حمد والمدرسين وغيرهم الكثيرين .
لقد كان وما يزال ينظر الى الاردني في دولة قطر وفي كل دول الخليج والمملكة العربية السعودية بكل مقاييس الاحترام والتقدير ، نظرا للوسطية التي تتمتع بها الشخصية الاردنية ، وقربها من العادات والتقاليد في دول الخليج ، فهناك تطابق فكري الى حد بعيد ليس على الصعيد الاجتماعي فقط بل على كافة الاصعدة .
ونطمح ان نرى في القريب رؤية تحديثية جديدة للآمن الوطني في الاردن ، تأخذ في عين الاعتبار كافة المتغيرات والمخاطران كانت خارجية او داخلية ، بحيث يتم زيادة عدد افراد الاجهزة الامنية جميعها بدون استثناء ، وتزويدهم بأحدث الاجهزة والمعدات التكنولوجية والعسكرية ، للحفاظ على امن واستقرار الاردن ، وكذلك زيادة في الرواتب ليتناسب مع حجم المهام الملقاة عليهم ، فلا يخفى على احد ما تتعرض له المملكة على الحدود الشمالية او الشرقية من عمليات ارهابية يوميا ،ناهيك عن ما يتعرض له رجال الامن او الشرطة من بعض الحاقدين في الداخل ، فهذا كله يستوجب مؤازرة الحكومة ومجلس النواب بدعم بند موازنة القوات المسلحة والاجهزة الامنية ، وبشكل سريع .
waelsamain@gmail.com