نحن في الاردن لا نسمح برياضة القفز الحر من فوقنا ولا لهواة اللعب بالطائرات واطلاق صواريخ الفتاشات تهديد امننا فليست ارضنا ولا سمائنا ملعبا للسيرك او مسرحا للتمثيل الا اذا كان المخرج مننا والمهرج من عندنا.

ابدا حديثي متسائلا لماذا اعلنت ايران عن موعد وتوقيت هجومها على اسرائيل بل وحددت الساعة التي من المفروص ان تصل بها مسيراتها وصواريخها لاسرائيل؟ لماذا لم تفاجئ ايران اسرائيل بضربتها وحينها تأخذهم على حين غرة؟، اسرائيل عندما ضربت سفارتهم في سوريا هل اعلنت عن غارتها وتوقيتها وزمانها؟.

على اية حال كنا سنفرح كثيرا لو ان ايران اصابت اهدافها في اسرائيل لاننا بتنا نتوق ولو لحجر يفشخ راس اسرائيل ولكن خيبت الضربة الايرانية آمالنا بل وكادت ان تفشخ رأسنا لطالما تدحرجت صواريخها البلاستيكيه وسقطت طائراتها الورقية في شوارعنا واقلقت منامنا وازعجت احلامنا بتدمير اسرائيل في تلك الليلة التي كانت الصواريخ والطائرات في سمائنا كاسراب الطيور المهاجرة الناعقه فوق رؤوسنا او الصحون الطائره فوق بيوتنا.

حقيقة نعاتب ايران ليس لانها تتحدث عن الاردن بانه سبب فشل تحقيقها لاهدافها ولكن عتبا عليها ان تجعل من سيادة فضائنا وسماء بلادنا ملعبا لها ومسرحا لسيركها ومن وطننا ميدان لممارسة هواياتها فليست سمائنا وارضنا مستباحة وسائبة وان كنا نتحالف مع الشيطان ان اقتضى الامر لاجل لجم عدوان كيان الشيطان "اسرائيل " عن غزة والمنطقة لكلها وفلسطين ولكن عندما يصبح الامر استعراضا وفرد العضلات والبروبوغندا فهذا لن يكون مسموح به عندنا فنحن بلد له سيادة ويجب ان يقف عند حدودها العابرين ولا نسمح برياضة القفز من فوقنا فلماذا لم تصل الصواريخ والطائرات التي عبرت سماء سوريا ان كان الاردن تسبب باسقاط بعضها لطالما سمحت سوريا بفتح مجالها الجوي ومرور تلك الفقاعات والفتاشات؟.

لو كانت ايران بالفعل تريد الانتقام من اسرائيل لكن الرد بقنوات اكثر بساطة واكثر دقة وتأثيرا وبعيدا عن مسرحنا وهي تعلم انه بالفعل لن تصل صواريخها ومسيراتها لطالما تنتشر القواعد الامريكية في المنطقة كلها من تركيا الى بلاد الشام والى الخليج وفي الجزيرة العربية وفي البحار والانهار؟.

الاردن وقف على الدوام مع كل عمل دولي اقليمي وعالمي يحقق الاستقرار في المنطقة ويلجم غطرسة اسرائيل و وما كان الاردن في يوم من الايام الا كالشوكة في الحلق الاسرائيلي لكنه ايضا لن يسمح بالمغامرات وتصفية الحسابات بين الاخرين على حساب امننا القومي والحق الفلسطيني ولا يتماشى مع سياستنا وقناعاتنا لطالما الاردن الرئة الوحيدة التي بتنفس منها الفلسطينيين.

الاردن يعلم ان هذه الضربة مجرد بربوغندا وفصل اخر من فصول تاجيج الصراع في المنطقة وتصفية الحسابات بين الثيران الثلاثة على مصالحهما في المنطقة واجنداتهما امريكا وايران واسرائيل ولاعلاقة لها بفلسطين ولا بعدوان اسرائيل على غزة لامن قريب ولا من بعيد لا بل على العكس سوف تكون ذريعة لاعادة انعاش انفاس اسرائيل وستعزز من الجهد الامريكي والغربي في دعمها بحجة الدفاع عن نفسها سياسيا وعسكريا واقتصاديا وكادت ان تكون طوق النجاة لنتنياهو الذي يتهاوى اسرائيليا ودوليا يوما بعد يوم بسبب فشله في حماية اسرائيل وجرائمه بحق الانسانية في غزة وفلسطين.

نعم نحن في الاردن مع اي عمل يكبح جماح الاجرام الصهيوني ونفرح لاي حجر يفشخ راس اسرائيل لا ان يفشخ راسنا ورأس الفلسطينيين.