تمثل احتفالات المملكة بيوم العلم الأردني دعوة للوقوف عند اهم المحطات التاريخية والانجازية التي رافقت مسيرة الوطن الطويلة الحافلة بالنجاحات والمكتسبات العظيمة التي تحققت ، خاصة وان اقرار هذه المناسبة جاء بالتزامن مع الاحتفال بمئوية الدولة الاردنية ، التي هي بمثابة الفرصة والدعوة ايضا لتنشيط الذاكرة الوطنية .. نقلب من خلالها صفحات تاريخ الوطن التي تروي قصته .. التي هي في حقيقتها قصة نجاح انطوت على الكثير من الانجازات والنجاحات والبطولات والانتصارات والتضحيات خاصة تلك التي سطرها نشامى قواتنا المسلحة واجهزتنا الامنية .
فالعلم بما يجسده من رمزية وهوية وطنية تصل حد القداسة ، انما يعكس الدلالات والمعاني العميقة لمعنى الانتماء والولاء وحب الوطن والشعور الوطني ، بوصفه محطة اعتزاز وسمو ويبعث في النفس الطمأنينة والارتياح .. ويمثل العنوان لكل ما له علاقة بالدولة من منظومة حكم وشعب ومؤسسات وارض وتاريخ وحضارة وعراقة وسيادة واستقلال وقيم وثقافة وشجاعة وتضحية وفداء وغيرها . العنوان الذي يعبر عن كل هذه العناصر الوطنية ويمثلها ، بحيث يبقى مرفوعا شامخا دائما وابدا ، يفتدى بالمهج والارواح ليزهو بهذا العلو والشموخ الذي يعكس معاني الفخر والعزة والكرامة والكبرياء .. لذلك ليس مستغربا حضوره وتصدره مختلف المناسبات والاحتفالات والفعاليات الوطنية ، ليكون الشاهد على هويتها ومعانيها .
فالاحتفال الوطني بيوم العلم الاردني الذي يجسد برمزيته الهوية الاردنية ، انما يراد منه تعزيز القيم الوطنية ، بوصفه التعبير الحقيقي لمعنى الانتماء والمجد والعز والكرامة ، وكرمز مبجل لرفعة الوطن وكبريائه وسيادته .. تقدم لاجله الارواح والدماء والتضحيات ، ليبقى يرفرف عالياً في سماء الوطن وفوق هامات الرجال ، خافقا في المعالي والمنى عربي الظلال والسنا في الذرى والاعالي فوق هام الرجال زاهيا زاهيا .. بألوانه واشكاله المستمدة من راية الثورة العربية الكبرى ، والتاريخ المضمخ بالعراقة والاصالة ، حيث تشير الوانه واشكاله الى الحضارات العربية الإسلامية الأموية والعباسية والفاطمية، بينما يمثل المثلث الأحمر الذي يجمع أجزاء العلم الأسرة الهاشمية ، في حين ترمز النجمة السباعية في منتصف المثلث الاحمر الى السبع المثاني في فاتحة القرآن الكريم ، بما يعكس الدلالات التاريخية والحضارية والتراثية والدينية والوطنية التي تظهر عراقة وطننا الضاربة جذوره بالتاريخ .