دراسة صادمة والمجتمع مشغول بقضايا أخرى
نسيم عنيزات
16-04-2024 08:52 AM
في خضم الجدل بين أجسام طائرة او طائرات مسيرة ومن ولمصلحة من تم اسقاطها؟ وانشغال الناس في بلدنا في التحليل والتفسير الذي لا يخلو من التخوين والتشكيك، وكأن القضية وافرازاتها مصيرية ستغير بوصلة العالم.،
اغفلنا او تغافلنا عن قضية مصيرية بامتياز، لها علاقة بمصير جيل ومستقبل دولة ستحدد مصيرها وشكلها وقدرتها على البقاء والاستمرار .
ان الموضوع الذي مر على مجتمعنا مرور الكرام خطير جدا ،ويستحق الوقوف، لا التوقف ، والتمعن بنتائج الدراسة التي تم تداولها والاعلان عنها حول تذيل طلبتنا في مستوى التعليم ، بعد ان حصلوا على المركز 75من بين 81 دولة في القراءة والرياضيات واللغة الانجليزية.
مستغربا حالة التفاعل مع المعلومة التي دخلت وخرجت دون ضجة او حتى خضوعها للنقاش والمجادلة على مجتمع ينشغل بأمور عادية واحيانا دون قيمة او تأثير . لا بل على مجتمع يتفاعل مع قضايا في بلاد الهند والسند .
حتى ان الأغلبية الذين يقضون جل اوقاتهم على السوشال ميديا ويتنقلون عبر صفحاتها بحثا عن نقد او تشكيك لم يكلفوا أنفسهم بأن يتوقفوا قليلا ليروا هذه الدراسة الصادمة والمفجعة، على دولة ومجتمع كان يفاخر الدنيا بعلمه وثقافته التي كانت سلاحه الوحيد وجواز سفره الذي يعبر به إلى العالم .
أصبح اليوم طلابه في ذيل العالم تعليميا لا يتقن بعضهم القراءة ولا الكتابة ومع ان هذه المعلومة ليست جديدة بعد تصريحات لوزارء تعليم سابقين وحاليين عن مستوى طلبتنا وعدم اتقان او استطاعة بعضهم القراءة والكتابة الا اننا كنا نعتقد بأن في الامر مبالغة خاصة بعد ان كان بعضهم يتراجع عن التصريح او يقدم لنا تفسيرا وشرحا اخرا.
ومع ذلك فان المواطن لبس مسؤلا عن هذا الحال الذي تتحمل مسؤليته الحكومات والمتظومة التعليمية والتربوية والمجتمع الذي يبدو أنه في غفلة ولديه انشغالات اهم من التعليم والتوعية .
الا ان هذه اللامبالاة والطريقة التي تعامل معها مواطننا مع قضية وطنية مجتمعية حساسة وخطيرة في الوقت الذي قد ينشغل بقضايا اقل حدة او لا تعنيه احيانا تشي بمؤشر خطير بأن البوصلة مفقودة وان سطح الشاشة مشوش والرؤية غير واضحة ، وان القيم والأهداف متناثرة ومبعثرة نحو اتجاهات مختلفة وان بعضها يغرد خارج السرب هذا اولا .
اما الأمر الاخر فان الوضع يستدعي حالة استنفار وطني من جميع أجهزة الدولة ومؤسسات المجتمع المدني الوطنية - طبعا - لقراءة الدراسة وما أسفرت عنه من نتائج وتوصيات لمعرفة اسباب الحالة التي وصل لها أبناءنا ، وما هي المبررات التي خلقت هذه الفاجعة الكبرى في منظومة تعتبر ركيزة أساسية في بناء الدولة وتطورها في الظل الخطط والدراسات المستورة التي ادخلها بعض المسؤلين على نظامنا التعليمي، إضافة إلى البرامح التعليمية التي لم يعد لدينا قدرة على ذكرها او عدها لكثرتها طالما حذرنا من ان طبيعة وثقافة تلك المحتمعات لا تناسب مجتمعنا .
ناهيك عن الشهادات مدفوعة الثمن التي حصل عليها وما زال بعض طلابنا من بعض الدول لتمكنهم من الحصول على مقاعد جامعية على حساب الطلبة الأخرين في ظل تعليمات وأنظمة غير واضحة قابلة للتزريق والتاجيل او الاختراق .
نعم يا سادة ان نظامنا التعليمي في خطر يحتاج إلى مراجعة وإعادة قراءته من جديد وصياغة مناهجه بالقيم والقضايا الوطنية وتعريف الهوية الوطنية لتعزيز حالة الانتماء الوطني واظهارها على السطح دون تشويش او تردد .