الإعلام بين المأمول والواقع
م. خالد خليفات
16-04-2024 08:38 AM
يعتبر الإعلام المهني المرتكز على ثوابت الأوطان أحد الروافع الهامه في مسيرة الدول نحو تأسيس حالة الوعي المجتمعي وخلق منظومة الثقة المتبادلة بين مؤسسات الوطن والمواطن بعيدا عن أساليب الإثارة والبحث عن السبق الإعلامي غير المرتكز على الحقائق والواقع.
وفي ظل انتشار وسائل التواصل الاجتماعي وتزايد تأثيرها في المحيط الإعلامي ، وأخذها حصة هامه من إهتمام المتابعين والقراء ، تزداد الضغوط على وسائل الإعلام الرسمية للدول للبحث عن طرق واساليب تمكنها من جذب أكبر نسبة من الباحثين عن الحقيقة ومن مصادرها الموثوقة بعيدا عن أهداف وغايات الجذب المستند على جمع الاعجابات والتي غالبا ما تكون أساليب غير ناضجة وغير مهنية، وتقع تحت عنوانين الفزعة والإثارة والسبق الإعلامي غير المدروس بعناية.
بدايات الإنحدار الإعلامي تبدأ حين تضع المؤسسة الإعلامية - أي مؤسسة- نفسها في دائرة الإنحياز الحكومي بدلا من الإنحياز للحقيقة وللوطن بكل مكوناته ، وحين تسعى لإرضاء أشخاص أو مؤسسات على حساب مسيرة الأوطان، بل ويزداد السقوط والانحدار حين يضع الإعلامي "الشهرة والمال" على رأس سلم أولوياته على حساب مصداقية الخبر ومصادره الموثوقه !!! والتي يمكنه حصدها كنتيجة لمهنيته وموضوعيته واصراره على نقل الحقائق وكسب ثقة متابعيه .
الفرز الحقيقي للإعلام والمؤسسات الإعلامية يظهر وقت الأزمات التي تمر بها الدول، فإما أن يكون الإعلام على قدر المسؤولية وينهض بدوره المأمول منه في بث الطمأنينة وحماية السلم المجتمعي والتصدي للاشاعة وتعميق مفاهيم المواطنه كرديف للقوات المسلحة والأجهزة الأمنية، وإما أن ينبري للبحث عن الاثارة والتشويق والأخبار العاجلة بغض النظر عن مصادرها ومصدقيتها وتأثيرها على مجريات وتداعيات الأزمة التي تمر بها الدولة، وهو بهذا يرفع من منسوب التوتر والقلق وعدم الطمأنينة ويدفع بالكثيرين للبحث عن مصادر إعلامية أخرى - قد تكون معادية - بهدف إشباع فضوله بالحصول على معلومات إضافية.
وبالمحصلة، فإن الإعلام في دول العالم الثالث عموما هو إعلام موجه ومسيس ومرعوب ويفتقر إلى المهنية والمصداقية الإعلامية ، وينطبق عليه مقولة " رجل لورا ...ورجل لقدام " في أغلب الأحيان.