facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




ايران .. الاردن .. وأول الاسطورة!


أحمد سلامة
16-04-2024 12:29 AM

ابو جعفر المنصور حين باشر التحشيد الفكري ضد الشق الفارسي الذي طغى على مشروع الدولة العربية بقيادة ابو مسلم الخراساني صار يرسل اشاراته الاولى

وبنو هاشم.. هم اول من اسس (التأشير والايماء والايحاء لقراراتهم ورغباتهم) في الحكم…

ابو جعفر، قال لصانع عصير الرمان في مجلسه ذات سهرة امبراطورية عباسية عتيدة: (يا مولى، وكان فارسيا) هل انت عربيا !؟

والسؤال مليء بالدهاء والحكمة!

اجابه المولى: (يا مولاي، إن كانت العربية لسانا نطقناه، وان كانت دينا اعتنقناه)!!

يعتبر الدكتور عبد العزيز الدوري المؤرخ العربي الأشم رحمه الله هذا التعريف من اقدم ما اعتمدته الأمة في معناها العام

كانت هواجس ابو جعفر في قبول الفرس للعربية وللاسلام ورفضهم للعروبة، قد اوصله، إلى إخراج الشريك العنيد الباطني (ابو مسلم) من معادلة الحكم ولو بالدم!!

ولأن اخرج التحدي الاخطر ابو مسلم من باب حكم الامبراطورية الهاشمية التي ورثة ابناء العمومة من بني امية، فلقد عاد الاحفاد عن طريق (الامن الناعم لسدة الحكم في عصر الرشيد) من النافذة.. لقد تولى البرامكة كل شيء خلا منصب الخليفة تركوه لبني العباس ابناء عمومة بني امية (الرشيد) اضحى الجيش لهم والديوان لهم والاعطيات منهم، والشعراء يتغزلون بهم

وصارت عبارة (تبرمك الرجل) التي شاعت في بغداد إبان عصر النور تعني التشبه بالبرامكة وطريقة عيشهم..

وفي ليلة غاب القمر فيها عن بغداد، اجهز الرشيد على كل سلطتهم، وغابوا اجمعين، وظل سر انهائهم في صدر الرشيد وفي قبر كل واحد منهم!!

وظل حلم الاستيلاء على قرار الحكم العربي هاجسا وهوسا ايرانيا تبرره الفوارق بين الامتين إلى ان تحقق اول اختراق (بويهي) لعاصمة الرشيد

لقد دخل احمد البويهي بغداد سنة ٩٤٥م، وتحقق اول حلم (حرب الاسترداد المشرقي)، لكن لم يدم الامر طويلا..

كانت ايران، العصبة الفارسية العتيدة في الجغرافيا والحضارة والمكان الشاسع وثروات الطبيعة التي تبدأ بالفستق الحلبي ولا تنتهي بالرمان والزعفران، لا ترى ان العرب قمينون بحكم الأمة، وظل هناك ما يشبه الاستكثار على (أمة الصحراء) في وجدان اغلب الايرانيين قيادة الامة الجديدة…

ولقد اضطرت ايران القبول الاذعاني لمعنى الاسلام كثورة هي الاعظم في التاريخ البشري كله وراعت بين حقوق الفرد وحقوق الجماعة بمسحة روحية لم تتحقق الا للاسلام في كل انظمة الحياة، اضطرت ايران القبول بهذا المد الطاغي في لحظة من التاريخ عجيبة

كانت الامة الفارسية تتشكل من جديد وتبحث عن ملاذ اخر فهزائم الفرس المتلاحقة على يد (هرقل / البيزنطي) قد اخرجها من كل بلاد الشام، واسترد مصر، وحوصرت ايران من جديد،

كما ان ثورة اجتماعية ضد (الدهاقنة) لظلمهم وتجبرهم قد باشرت مراقصة الشياطين داخل ايران… في هذه الظروف … قفز الاسلام الى وجدان كل ايراني، لكن ايران التي دوما اعتبرت ان الصبر (استراتيجية) وليست صفة حياة، قررت اشياء التفافية على ثورة الاسلام العارمة !!!

ايران !!.. مثلها مثل تركيا وباكستان، قبلت الاسلام بشروط، ورفضت العروبة في المطلق، وذلك لأن إيران هي مادة التناول..

احاول حصر الحديث عنها… ثمة فوارق بيننا في الذهن وفي الوجدان ومن الممكن التلاقي على الجوامع ان تخلص الاشقاء الايرانيون من مركبات نقص التاريخ القديم

فكرة التشيع لـ آل البيت فكرة فيها اضطراب وخلط بين المذهب وسببه

إن القاء نظرة فاحصة على التشيع العربي يكشف التباعد، فالتشيع الايراني خلطة بين (الزراديشتية وبعض بوذية وبابكية والاسلام)، إذ لا رجعة في الإسلام غير رجعة المسيح، والعصمة ليست ممنوحة لامام، فالعصمة صفة يهبها الله سبحانه لانبيائه وليست منة من انسان

وكيف يكون التشيع لآل البيت ويصير التهديد لبلد آمن يحكمه آل البيت.. تلك مفارقة !!!

والايراني بطبعه يحب النار ويستأنس بها، ويحب التقية ويعتمدها في فقهه كضرورة وحاجة، والايراني لم يعرف علاقة مع النجوم، فلا صحراء قاحلة لديه يحتاج فيها النجوم لترشده، والنجم يهب المرء السمو والنبل والتأمل، ولا بد من التأكيد على احترامي اليقيني لتجربة ايران في التاريخ رغم تشددها في اعتبار ان الهضبة الايرانية التي تتدلى فوق منبسط العراق تبرر ان يكون الايراني فوق والعربي تابع تلك قصة بحاجة الى توقف هادئ وحكيم من فلاسفة الحكم في ايران.. فالجغرافيا وحدها لا تصنع مبررا قياديا

ثمة اشياء كثيرة تحتاجها الهضبة حتى تفوز بالقيادة

من يدعي لاسباب براغماتية عملياتية بضرورة التناغم والتطابق مع التجربة الايرانية قد لا يجانبه الصواب، ان وضع حقاءق الحياة في نطاق التحليل فهذا الجوار الاسلامي المختلط المتداخل من اثيوبيا حتى تركيا وايران شرقا هو عبء دائم على (ملة العرب)، وهو يرى في نفسه ان قبوله بالاسلمة منة من منن الله علينا وفي ذلك بعض صحة لكن فيه كل التجاهل لفضل العرب بسجاياهم وخصالهم التي اهلتهم مخاطبة الله سبحانه وتعالى لهم وان يصيروا مادة الاسلام الاولى…

وان (العنطزة) لدول الجوار هي التي اسهمت في تضعيف امة العرب وبالتالي لا تقوية لدول الاسلام المجاورة…

في العصر الحديث، ثمة مفارقة ايرانية غريبة… ففي عصر الشاه / الامبراطوري كانت ايران المخفر المتقدم والشرطي المدجج بالهراوة للغرب كي تهوي على رؤوس العرب!!!

ولما عاد الامام الخميني رحمه الله على متن طائرة فرنسية تبشر مضيفاتها الانيقات بثورة اسلامية دافقة ولحظة ان (فتح مهدي بازرغان) بوابة الطائرة / الثورة ومد الامام يده مرحبا محييا جماهير الامة الفارسية المجيدة على النصر الحاسم كان مباشرة قد اوما باتجاه العراق، اما لن تقبل الثورة الاسلامية واما الحرب!!

ولقد اختار الشهم البطل الذي ارسل اول مرة في تاريخ (دولة الهنغر الصهيوني) صواريخ الاقتحام بالرعب لليهود والزمهم الملاجئ، كان ذلك الشهم الذي رد النار المندلعة من الشرق والتعديد القادم من الغرب
هو الشهيد البطل صدام حسين رحمه الله..

الغريب في التجربة ان الـ ٣٩ لفة حبل المشنقة المجدولة لتطوي اسطورة البطولة العربية في يوم عيد للاضحى بغدادي قد جدلت بايدي الرفاق المحبين الموالين لحكم ايران العتيد واشرف على عد الجدايل للتأكد من انها تساوي عدد الصواريخ التي اطلقت على (دولة الهنغر الصهيوني)، كان هو ابن الولاء للعقيدة الايرانية والمبتلى بالقسم على البيعة لـ قم (نوري المالكي)، كان الحضور من احمد الجلبي حتى اخر شخص كلهم من حوزة طهران!!

كيف انتهت الحرب العراقية الامريكية سنة ١٩٩٠م، لقد انتهت لحظة ان قبلت ايران بمنح ممر آمن لطائرات سلاح الجو العراقي لاداء عمليات انتحارية فوق حاملات الطائرات الامريكية، وهبطت تلك الطائرات على مدارج (الهاي وي) الايرانية عنوة وتمت مصادرة ٨٨ طائرة عراقية هي فخر سلاح الجو العراقي باعتبارها غنائم
تعويض عن خسائر ايران في الحرب التي طويت صفحتها من زمااااان !!!

لحظت ذاك، انتهت الحرب، وهزم العراق، وقدم (الشيطان الاكبر / امريكا) العراق هدية كاملة لعدو الشيطان الاكبر، الى الان والعراقيون بادارتهم الحالية يسعون الى استرداد وطنهم!!

الفصل الاخير هو النووي والاختلاف مع (الاحمق الغر نتنياهو) الذي انهى دور اسرائيل في المنطقة لصالح ايران

وحين تتشغل الناس في السؤال، هل صواريخ ايران لمصلحتها ام لمصلحة العرب وحماس والشعب الفلسطيني بصورة خاصة!!؟

هذا السؤال مع الاحترام لمن يطرحه، لا يخلو من سذاجة… فالخصومة بين ايران واسرائيل وتركيا على تسيد المنطقة يجري على اشلاء العرب وحسابهم فاما العرب قادة واما احدى هذا الثالوث سيسود… فايران تخوض حربها هي لتسود وتقود وصراعها مع اسرائيل هو صراع جدي وحقيقي على من يقود المنطقة ويكون الحليف الاقرب لـ (المعلم / الشيطان الاكبر سابقا) !! وصواريخها ومسيراتها ضد اليهود حقيقية !؟
لكن شو دخل العرب بالموضوع ؟!

نتنياهو / البغيض وسيء الذكر والعقل راح مثل دونكيشوت يستعرض مع المقاول ترامب معاهدات صلح ابراهيمية وينقل العاصمة للقدس ويقترب من الامارات ويريد التطبيع مع الرياض ويقصف لبنان !! ويعتدي على الاقصى دون وازع او تقدير للاتفاقات الدولية التي تملي عليه احترام الوصاية الدينية والاخلاقية والرسمية للهاشميين عليه !!

وايران كانت تنفق ١٦ مليار دولار وسط الحصار الظالم عليها على الحوثي وحزب الله والحشد الشعبي وحماس…

وبهدوء وصبر عرف عن ثقافة الوجوم والصمت الايراني، هدمت حماس (الحليف الاوحد خارج المذهب) لايران
كل اوهام. دولة الهنغر واعادت اسرائيل كيانا يحتمي ولا يحميه الا الامريكان والانجليز وبغية استكمال الزعامة في الاقليم ردت الصاع طهران صاعين للكيان (الهنغر) وكانت الرسالة واضحة حاسمة: قادرون الوصول اليكم، وان امريكا من تحميكم ونحن الاولى في الزعامة منكم في الاقليم.. هذه هي الرسالة
وقد حققت كل مرادها.. لكن السؤال، لماذا كل هذا الغضب الايراني علينا نحن الذين نتشرف بحكم آل البيت!!؟

اوليس جديرا باتباع ال البيت الذين يلطمون صباح مساء على فراقهم ودمائهم ان يتدفأوا بهم، ولا يهددوا باقتحام الحدود الاردنية لنصرة غزة، ولديهم اطول حدود من سوريا الحليفة ولبنان القابل بزعامة حليفهم المحترم !!! ولا يرسلوا المسيرات على ابنائنا قبل التسيير غربا صوب هنغر نتنياهو !؟ ولا يشجعون ارسال المخدرات بمسيرات مصنوعة في معاملهم الينا

هذا عتب وليس شكوى لان الاردن قادرة باذن الله وستظل بعون منه وبحكمة من قيادته الصمود والرد على كل عيوب المخطئين بحقنا …

ايران تحتاج الى وقفة مع النفس في امر علاقتها بالاردن، فالاردن الهاشمي سيظل هو الممانع (بلغتهم)
لاكتمال الهلال الشيعي في بلاد الهلال الخصيب، والاردن سيبقى هو المؤتمن والحامي والمبشر لفكر النهضة العربية ومشروعها القومي وهذا لا يزعج ايران جارة الامة ان سارت صوب الحق ولا يضعف من قوانا…

إن الحاجبين الذين يرفعهما البعض في كيف نسقط ونتصدى لمسيرات عابرة لدك (هنغر نتنياهو) وكيف يستقيم هذا الموقف مع الطرح العربي هنا في الاردن؟!

فإنني أقول ان تاريخ التسيير لطائرات ايرانية صوبنا لم يكن حميدا ولا محمودا، ولم يكن لدينا اية ضمانة بالمعرفة او الاطلاع او الاستئذان من الاردن بهدف هذا التسيير، وشبهة النية غير الحسنة في عبور اجوائنا
متوفرة قبلا ومتنافرة من حولنا…

لتعلم ايران الجار الذي يسعى كل العرب ان تكون في صفهم ان الاردن لن يكون مع اسرائيل ضدها قط
لكن الاردن مع مصالحه وحماية حدوده والتمسك بعروبته على اسس مشروع النهضة العربية بقيادة آل البيت الاطهار

وسيظل الاردن في مواجهة كل من يكيد له التآمر الى حين ان يصله اليقين (نحن لسنا جمهورية موز تعبر من فوق رؤوسنا الاشياء) من الغرب كانت او من الشرق، ثمة شهادة منشأ أردنية لنوايا العبور الينا لا يحظى بها إلا من نأذن له بذلك

ليس ما يمنع ان ندين ونشجب زعرنة نتنياهو في قتل ايرانيين في قنصليتهم السورية وفي نفس الوقت
نحن اول جرح فلسطين واول الشهادة لنا فيها واول الهم الاردني هي وغزة عزتنا فهي مرقد الجد الاول هاشم وهو اول من هشم ثريدها للامة وكل نقطة دم سالت فيها هي نقطة دم ودمع فينا فالرجاء لمن يريد ان يقرأ ألا يقرأ المشهد من صوت ازيز اخر مسيرة على اهميته بل ليعد الى قائمة الشهداء وسيل الدماء الذي تركه صالح الشويعر على بوابات نابلس

بعدين منحكي !!!





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :