facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




الرد الإيراني أردنيا وأقليميا ..


محمد حسن التل
15-04-2024 10:26 PM

تباينت الآراء حول الرد الإيراني على إسرائيل قبل يومين الذي جاء بعد قصف الأخيرة للقنصلية الإيرانية في دمشق ، فهناك من اعتبره غير فعال وربما مسرحية متفق عليها بين إيران وأمريكا ، وجاء فقط لحفظ ماء وجه الإيرانيين ، وأن كل تفاصيل هذا الرد كانت بحوزة الأمريكان وهذا يعني أن إسرائيل كانت تملك كل المعلومات حول هذا الرد ، وأن تفاهمات جرت بين واشنطن وطهران حول طبيعة هذا الرد ، إضافة إلى أن إيران بالأصل لا تريد صداما حقيقيا مع إسرائيل وأمريكا حفاظا على مصالحها ضاربة بعرض الحائط أمن وسيادة دول المنطقة .. وعلى مقطع آخر اعتبرت أطراف متعاطفة مع إيران أن تحركها كان فعالا ولقن إسرائيل درسا بألا تفكر مرة أخرى في استفزاز طهران ، وأن إيران كسرت القاعدة وقامت بضرب إسرائيل من أراضيها دون الاعتماد على أذرعتها في المنطقة التي اعتادت أن يكون تحركها من خلالها مع ملاحظة ان كل هذه الأذرع للأسف تحركها ايران على الساحات العربية!!

الهجوم أعاد التأكيد على عدة حقائق أولها إن أمريكا ودول أوروبا لن ترفع حمايتها عن إسرائيل مهما توترت العلاقه بين الطرفين ، وأنا في أي لحظة تكون جاهزة للدفاع عنها مهما كان الثمن ، وحقيقة أخرى كرست أن إيران مصرة أن تكون معركتها مع أمريكا وإسرائيل في الجغرافيا العربية وأنها لا تمانع ان تضحي بكل حلفائها في المنطقة من أجل مصالحها ويفوت على البعض أنها قامت بمهاجمة إسرائيل ليس من أجل غزة بل ثأرا لنفسها بعد استهداف قنصليتها في دمشق.

الفعل الإيراني للأسف أزاح النظر الدولي عما تقوم به إسرائيل وربما قدم خدمة لنتنياهو في استعادة خيوط علاقاته المشدودة منذ شهور مع الإدارة الأمريكية والإدارات الأوروبية ، وأظهر للرأي العام الإسرائيلي أنه مهما غامر في غزة فبالنهاية الدعم الغربي له قائم وحاضر دائما وهذ ربما يخخف الضغط عنه قليلا داخل المجتمع الإسرائيلي..

على المستوى الأردني كان لابد للأردن أن يتدخل في تلك الليلة لحفظ سيادته على أجوائه ، وإرسال رسالة حازمة لجميع الأطراف أنه لا يمكن أن يسمح بأن يكون ساحة لحرب إقليمية فهو ليس سوريا أو لبنان وهو ليس دولة فاشلة لا تستطيع التحكم بقرارها ، وعندما تحرك لحظة الهجوم الإيراني لم يكن يأخذ موقفا مع أي طرف ، وكان هدفه فقط الدفاع عن نفسه والدفاع عن سيادته وإغلاق الباب أمام أي محاولة كما أشرت أن يستخدم كساحة صراع هو ليس طرف فيه ، وأنه لن يكون جزءا من صراع النفوذ في المنطقة بين تل أبيب وطهران ،

والسؤال الكبير الذي يطرحه الأردنيون ، لماذا قامت إيران باستخدام الاجواء الاردنية في تنفيذ عمليتها ضد إسرائيل ولم تستخدم الأجواء اللبنانية والسورية مع أنها تتحرك هناك كما تشاء ، ولكن من المرجح أنها كانت تريد جس نبض الأردن في حالة نية إيران اختراق الحدود الأردنية في المستقبل سواء على البر أو في الجو، لكن الجواب الأردني كان حاضرا.

المهم في كل ما جرى أن المنطقة لم تعد كما كانت قبل ليلة الرابع عشر من نيسان ، وأن الصراع فيها تطور تطورا لافتا وأن خطوطا حمراء قد تم تجاوزها ، وأصبحت المواجهة بين الطرفين المتصارعين في المنطقة وجها لوجه ، وإذا أقدمت إسرائيل على الرد على الهجوم الإيراني الذي يرجحه معظم المراقبون في العالم آجلا أم عاجلا فإن الأمور ستتدحرج أكثر مما هي عليه الآن وستكون أميركا إلى جانب إسرائيل بعيدا عن التصريحات التي أطلقت من واشنطن أنها لن تكون إلى جانب إسرائيل في حالة مهاجمتها إيران ، وبالتالي سينقسم العالم إلى معسكرين ، المعسكر الأمريكي والغربي وحلفائهما خلف إسرائيل، في المقابل ستكون روسيا والصين ومن معهما إلى جانب إيران بصورة أو باخرى، وهنا تصبح المنطقة أمام مصير مجهول.

العرب للأسف بين مشروعين متضادين وأرضهم وسيادتهم هي المستهدفة من كلا المشروعين هذا اذا استثنينا المشروع التركي وهم يفقون بلا مشروع وبلا أي خارطة طريق.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :