الرد الإيراني سراب يحسبه الضمآن ماء
م. عبدالله الفاعوري
15-04-2024 09:43 PM
بعد استهداف إسرائيل مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق وما نتج عنه من مقتل قيادات بارزة في الحرس الثوري الإيراني، أضحى وأمسى جميع الأفراد والأقاليم في المنطقة على انتظار التهديد والوعيد الإيراني على هذا الاعتداء بحق قنصليتهم في دمشق خصوصا بما تملكه إيران من أذرع مدججة بالأسلحة وتطوق الكيان جغرافيا على حساب أنظمة عربية سنية بائدة في صراع الطائفة الذي بدأ ويستمر لليوم يستهدف الأقاليم المختلفة السنية، حيث اختلفت التكهنات عن طبيعة الرد الإيراني، حتى جاء هذا الرد بصورته الخجولة المتوقعة منذ مدد من الزمن.
إنني وعبر العديد من المقالات السابقة أشرت بأنه وأهم من يحسب وجود خلاف ونزاع إيراني إسرائيلي فهما ذراع السرطان الذي أصاب التعاضد الإسلامي الأخير في مقتل، وحيث إنه عبر التاريخ لم يحمل الروافض تجاه إخوتهم المسلمين أي مشاعر أخوة ومحبة ونصره إنما حملوا مشاعر الخبث والنيل والغدر والخيانة، فالتاريخ هو زاد وعتاد لنا على قراءة المستقبل. فعند الحديث عن الرد الإيراني بأول الأمس نجد أنه لا يبحث إلا عن بروبغندى إعلامية من غير مردود على الواقع؛ حيث إن الأمور تقاس بالنتائج وحسب النتائج لهذه الضربة الإيرانية التي لم ينتج عنها خسائر بشرية ولا أضرار مادية إنما هي بحثت عن إيصال صورة إعلامية على قدرة وجرات إيران عن إطلاق الصواريخ والمسيرات صوب إسرائيل حتى يكون ذلك سرابا في صحراء يحسبه ضعاف الأمة وضمانينا ماء من الذل والضعف الذي أصابهم.
إن الضربة الإيرانية صوب إسرائيل ما هي إلا لعبة سياسية قذرة من بين قرون الشيطان تستهدف فتنة أمة الإسلام، والبحث عن مسوغات لامتدادات الطرفين وتحقيق المكاسب الاستراتيجية في المنطقة؛
أولا: دولة الكيان؛ حيث إن دولة الكيان تنفست الصعداء إزاء هذه الضربة التي شغلت بال العالم بأسره فبعد أن صدحت وسائل الإعلام بأعلى أصوات التجريم للكيان عقب قرار مجلس الأمن وعندما وصلت إسرائيل لمرحلة يلومها الجميع على عدم التوصل لوقف إطلاق نار وتبادل الأسرى والسعي لدخول رفح، فبهذه الضربة السامة تحولت وسائل الإعلام كافة في تجريم هذه الضربة والوقوف مع دولة الكيان متعاطفين وخصوصا الأنظمة الغربية الفرنسية البريطانية الأمريكية بعد أن وصلوا مرحلة التخلي وعدم القدرة العلنية للدعم، كما قد تفسح هذه الضربة الإيرانية الفارغة المجال أمام أمريكا لإتمام عملية صفقة السلاح التي توقفت إلى تل أبيب بحجة الحاجة إليها لكبح جماح الخطر الإيراني، كذلك شتت العالم أجمع عما يحدث في غزة واسترقت الأسماع منها.
ثانيا: دولة إيران؛ فنجد أن إيران فتحت المجال لها بهذا الصراع الوهمي أن يحق لها استهداف أي قواعد ومنشآت أمريكية وإسرائيلية في المنطقة؛ مما يعطيها القدرة والحصانة على الانفتاح على بعض الأقاليم وجعلها أرض نزاع والأردن مثال على ذلك فهم منذ عقدين من الزمن يستهدفون الأردن للسيطرة عليه في مشروعهم الهلال الشيعي ولكن بوحدتنا ووعينا وتعاضدنا مع قيادتنا الداخلي وقفنا في وجه هذه المخططات اللعينة التي تستهدف القضاء على ما تبقى من الإسلام السني.
فاليوم علينا أن نتوحد في وابل الفتن حتى نخرج منها بسلام، وكلنا أسفا وحزنا على أقطارنا وأوطاننا العربية الإسلامية التي أصبحت حلبات صراع للآخرين للتقاسم على ارثنا وخيراتنا، فنسأل الله عزتنا وأن يحفظنا وأمتنا وديننا من كل الشرور.