لن أدخل في عملية تقييم الردّ الإيراني ، عسكرياً و استراتيجياً ،على قصف قنصليتها في دمشق ، لكن لماذا تلجأ إيران إلى إثارة الشكوك حول تصدّي الأردن لاختراق المجال الجوي بالمسيّرات و الصواريخ الإيرانيّة؟ ، هل تعتقد إيران أن الأردن سيسمح باختراق مجاله الجويّ ؟ لا ، طبعاً و إن استعان بقدرات الحلفاء في هذا المجال عند الحاجة و ليس في ذلك أي عيب !.

نعم نستعين بالحلفاء ، و إن لم يعجب هذا الموقف بعض المخدوعين بالموقف الإيراني من غزّة ، في صدّ مثل هذه المحاولات و من الجانبين الإسرائيلي و الإيراني ، كما أعلن وزير الخارجية الأردني اليوم ، حتى لا تكون أرضنا الأردنية ساحة حرب لأحد !.

أعتقد أن على إيران أن نحترم سيّادة الدولة الأردنيّة على مجالها الجوي و ألا تدخل في باب التحريض على الأردن من خلال تسريب خبر تهديدها لمواجهة مع الأردن أن اصطفت مع إسرائيل و هو خبر مسموم ، تبرأت منه إيران بعد ذلك ، و هو موقف تحريضي للداخل الأردني على الدولة ، غير مقبول و مرفوض جملة و تفصيلاً ، للأردن الحق في الدفاع عن سيادته على أراضيه و مجاله الجوي .

و ما دام الأمر بهذه الصفاقة التي تفتقر إلى الحقيقة و الدبلوماسيّة فأود أن أقول هنا إن الرد الإيراني ، المفتقر للجديّة و القوة ، لم يكن بسبب عدوان إسرائيل على غزّة و لا رداً على قصف قنصليتهم و إنما بسبب إطفاء غضب الداخل الإيراني إزاء عجز الدولة الإيرانيّة عن الرد !.